آبل تواجه ضغوطًا بسبب تأجيل مزايا "سيري".. وإحباط داخلي بين الموظفين

تواجه شركة آبل انتقادات متزايدة بسبب تأجيل إطلاق التحديثات الجديدة لمساعدها الصوتي الذكي "سيري" (Siri)، ما أدى إلى حالة من الإحباط وخيبة الأمل بين موظفيها، وفقًا لما كشفه تقرير حديث نشرته وكالة بلومبرغ.

الجدل حول تأجيل هذه الميزات بدأ بعدما روجت آبل لها في حملاتها التسويقية وإعلاناتها الرسمية، إلا أنها وجدت نفسها مضطرة لتأجيل الإطلاق بسبب مشكلات تتعلق بجودة الأداء. 

ومع المنافسة المتزايدة في سوق المساعدين الرقميين، زاد الضغط على آبل للارتقاء بمستوى "سيري" لمجاراة التطورات الكبيرة التي حققتها شركات مثل جوجل وأمازون في مجال الذكاء الاصطناعي.

الإحباط يتسلل إلى فريق تطوير "سيري"

كشفت التقارير أن اجتماعًا داخليًا لفريق تطوير "سيري"، ترأسه روبي ووكر، أحد القياديين في آبل، شهد اعترافًا رسميًا بحالة الإحباط التي أصابت العديد من الموظفين نتيجة التأخير المستمر. 

وأكد ووكر أن البعض داخل الفريق يشعرون بالغضب وخيبة الأمل والإرهاق وحتى الإحراج، لكنه في الوقت نفسه أثنى على الجهود التي يبذلها المطورون لتحسين أداء المساعد الذكي.

وأضاف ووكر أن التحدي الأساسي الذي يواجه الفريق هو ضمان جودة أداء "سيري"، حيث أظهرت الاختبارات أن الميزات الجديدة لم تتجاوز نسبة نجاح تتراوح بين 60% و80%، وهو معدل لا يتناسب مع معايير آبل الصارمة، ولهذا السبب، فضلت الشركة تأجيل الإطلاق بدلًا من تقديم تجربة غير مكتملة للمستخدمين، ما قد يؤثر سلبًا على سمعة آبل ومنتجاتها.

ربط تحديث "سيري" بإطلاق iPhone 16 يزيد الضغوط

من بين العوامل التي فاقمت الضغوط على آبل، كان قرارها ربط بعض ميزات "سيري" الجديدة بإطلاق هواتف iPhone 16، هذا القرار جعل التأجيل أكثر تأثيرًا، خاصة أن الشركة اعتمدت على هذه الميزات كأحد العناصر التسويقية الرئيسية للجيل الجديد من هواتفها الذكية.

وفي محاولة لرفع معنويات الفريق، عرض ووكر بعض الميزات الجديدة التي تم تطويرها بالفعل، مثل إمكانية استخراج رقم رخصة القيادة عبر الأوامر الصوتية، والتحكم في التطبيقات المختلفة، والبحث في مكتبة الصور باستخدام الأوامر الصوتية، لا سيما العثور على صور محددة للأطفال. 

ورغم ذلك، لم يقدم ووكر أي جدول زمني دقيق لإطلاق الميزات، مؤكدًا فقط أن الهدف هو دمجها مع تحديث iOS 19 دون الالتزام بخطة زمنية صارمة.

وأشار أيضًا إلى أن آبل لديها مشاريع أخرى ذات أولوية قصوى، وهو ما يتطلب تركيز الجهود عليها قبل اتخاذ قرارات نهائية بشأن تحديثات “سيري”، وأضاف أن عملية التطوير ستتم مراجعتها كل حالة على حدة وفقًا للتقدم المحرز في مشاريع الشركة للعام المقبل.

المنافسة تحتدم في سوق المساعدين الرقميين

يأتي هذا التأخير في وقت حساس للغاية بالنسبة لشركة آبل، خاصة أن الشركات المنافسة حققت تقدمًا كبيرًا في مجال المساعدين الافتراضيين المعتمدين على تقنيات الذكاء الاصطناعي، فقد أعلنت جوجل مؤخرًا عن الاستغناء عن "Google Assistant" لصالح مساعدها الجديد "Gemini"، الذي يتمتع بقدرات ذكاء اصطناعي متقدمة، بينما كشفت أمازون عن إصدار مطوّر من مساعدها الذكي تحت اسم "أليكسا بلس"، والذي يعتمد على نماذج ذكاء اصطناعي متطورة لتحسين تجربة المستخدم.

ورغم التكهنات التي أثيرت حول إمكانية إقالة "جون جياناندريا"، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في آبل والمسؤول عن تطوير "سيري"، أكد تقرير بلومبرغ أن الشركة لا تخطط حاليًا لإقالته أو استبدال مسؤولين آخرين في فريق “سيري”، ومع ذلك، هناك مناقشات حول تعيين مديرين تنفيذيين إضافيين لدعم الفريق وتسريع عملية التطوير.

آبل أمام تحديات كبيرة.. فهل تستطيع اللحاق بالمنافسين؟

في ظل التقدم السريع الذي تحرزه جوجل وأمازون في مجال المساعدين الصوتيين، تواجه آبل أحد أكبر التحديات في تاريخ “سيري”، فبينما تسعى الشركة إلى تقديم مساعد افتراضي أكثر ذكاءً وكفاءة، فإن التأخير المستمر قد يؤدي إلى إحباط المستخدمين وتراجع ثقتهم في قدرات "سيري" مقارنة بالمنافسين.

ويبقى السؤال الأهم: هل تستطيع آبل تدارك الأمر وإطلاق مزايا "سيري" المنتظرة في الوقت المناسب؟ أم أن المنافسة الشرسة ستجعل "سيري" متأخرة أكثر مما ينبغي؟ الأيام المقبلة ستكشف مدى قدرة الشركة على مواجهة هذا التحدي.

لمتابعة صفحة موبايل نيوز على فيسبوك اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا