أزمة تأخر تحديثات "سيري" تسلط الضوء على تحديات آبل في الذكاء الاصطناعي

مراجعة : ياسين عبد العزيز

الثلاثاء، 18 مارس 2025 02:17 م

سيري

سيري

تواجه شركة آبل أزمة داخلية متفاقمة بسبب التأخير في إطلاق ميزات رئيسية لمساعدها الصوتي "سيري"، مما يكشف عن تحديات كبيرة في جهودها لمواكبة التطور السريع في الذكاء الاصطناعي. 

وخلال اجتماع خاص لقسم "سيري"، عبّر روبي ووكر، المدير الأول في آبل، عن استيائه من التأجيل المستمر، واصفًا الوضع بأنه "محرج" للشركة.

جاءت هذه التصريحات بعد أن أعلنت آبل الأسبوع الماضي تأجيل الميزات الرئيسية التي كان من المفترض أن تُحدث نقلة نوعية في أداء "سيري". 

ولم يحدد ووكر موعدًا واضحًا لإطلاق هذه التحسينات، لكنه أقر بأن الفريق يمر بمرحلة صعبة، ما زاد من إحباط الموظفين الذين يعانون من ضغوط العمل والتوقعات العالية.

ضغوط تسويقية وتحديات داخلية

تشير مصادر مطلعة إلى أن سبب الأزمة يعود جزئيًا إلى استراتيجية تسويقية متسرعة، حيث أعلنت آبل عن ميزات "سيري" الجديدة في مؤتمر المطورين العالمي (WWDC) في يونيو الماضي، رغم أن التقنية لم تكن مكتملة آنذاك. 

وصرح ووكر خلال الاجتماع: "لقد عرضنا خطتنا قبل تنفيذها، وكان هذا خطأً استراتيجيًا"، في إشارة إلى أن التسويق المسبق زاد من الضغط على الفرق الهندسية، التي ما زالت تواجه صعوبات تقنية تعيق جاهزية المنتج.

وكان من المقرر أن تصدر التحديثات في ربيع 2025، لكن التوقعات تشير الآن إلى احتمال تأجيلها حتى عام 2026، حيث تُخطط آبل لدمجها ضمن نظام التشغيل iOS 19، الأمر الذي أثار قلق المستخدمين والمستثمرين على حد سواء.

تراجع أمام المنافسين وتأثير على أسهم الشركة

يأتي تأخير ميزات "سيري" في وقت يشهد فيه سوق المساعدات الافتراضية تطورات سريعة، مع تحقيق أنظمة مثل "جوجل أسيستنت" و"أمازون أليكسا" قفزات نوعية في الأداء والذكاء الاصطناعي التوليدي، هذا التأخر يضع آبل في موقف صعب، إذ بدأت الشركة تفقد ميزة التنافسية في هذا المجال الحاسم.

انعكس هذا التحدي على أداء آبل في البورصة، حيث انخفضت أسهمها بنسبة 16% منذ بداية العام، رغم تسجيل ارتفاع طفيف بنسبة 1.4% يوم الجمعة ليصل السهم إلى 212.58 دولارًا. 

ويرجع هذا التراجع إلى القلق المتزايد بشأن قدرة الشركة على مواكبة الابتكارات التقنية، خاصة في ظل الاستثمارات الضخمة التي تضخها الشركات المنافسة في الذكاء الاصطناعي.

مشاكل جودة تؤخر الإطلاق

من الناحية التقنية، كشفت مصادر داخلية أن الميزات الجديدة تعاني من مشكلات تتعلق بالجودة، حيث تعمل بنسب نجاح تتراوح بين 66% و80% فقط، وهي أرقام بعيدة عن معايير آبل الصارمة. 

ووفقًا لتقرير نشرته "بلومبرغ" في 14 فبراير، فإن هذه العيوب الفنية دفعت الشركة إلى تأجيل الإصدار من أبريل إلى مايو، قبل أن يتقرر دمج التحسينات ضمن تحديث iOS 19 العام القادم.

وتعمل آبل حاليًا على تحسين الخوارزميات وتعزيز دقة "سيري" في فهم وتنفيذ الأوامر، بهدف الوصول إلى مستوى أداء يتناسب مع تطلعات المستخدمين.

رؤية مستقبلية رغم التحديات

ورغم هذه العقبات، أكد ووكر خلال الاجتماع أن فريقه يواصل العمل على ميزات "مذهلة"، تشمل تحسين استجابة "سيري" بناءً على بيانات المستخدمين، بالإضافة إلى تطوير قدرات التحكم في التطبيقات بطرق أكثر ذكاءً.

وأضاف أن آبل ملتزمة بتقديم "أعظم مساعد افتراضي في العالم"، لكنها لن تطلق التحديثات حتى تصبح جاهزة تمامًا، تفاديًا لأي تجربة غير مكتملة قد تؤثر على سمعة الشركة.

في الوقت الحالي، لا تخطط آبل لإقالة كبار المديرين، لكنها تتجه لإجراء تعديلات إدارية لدعم الفرق الهندسية، حيث تم تعيين كيم فورث لدعم الفريق في تطوير الميزات الجديدة، كما أن هناك خططًا لترقيات مستقبلية بحلول عام 2027، بهدف تعزيز موقع "سيري" في سوق المساعدات الذكية.

تعكس هذه الأزمة التحديات المتزايدة التي تواجهها آبل في عصر الذكاء الاصطناعي المتسارع، حيث لم يعد بإمكانها الاعتماد فقط على سمعتها القوية، بل تحتاج إلى استثمارات وابتكارات حقيقية للحفاظ على مكانتها في السوق. 

وبينما تواصل الفرق الهندسية العمل على تحسين "سيري"، يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن آبل من استعادة ثقة المستخدمين والمستثمرين، أم أن تأخرها في الذكاء الاصطناعي سيضعها في موقف أكثر صعوبة؟

لمتابعة صفحة موبايل نيوز على فيسبوك اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top