جوجل تتيح الفوترة الخارجية على جوجل بلاي في المملكة المتحدة

في خطوة هامة للمطورين والمستخدمين في المملكة المتحدة، أعلنت جوجل مؤخرًا عن إتاحة خيار الفوترة الخارجية على منصة جوجل بلاي، وهي ميزة طالما كان ينتظرها العديد من المطورين. 

يسمح هذا القرار للمطورين باختيار نظام الفوترة الذي يرونه الأنسب لتطبيقاتهم المتاحة على جوجل بلاي، بما يتيح لهم مزيدًا من الحرية في كيفية إدارة المدفوعات داخل تطبيقاتهم، ورغم أن هذا التغيير يبدأ في المملكة المتحدة، إلا أنه من المتوقع أن يمتد ليشمل أسواقًا أخرى حول العالم في المستقبل القريب.

إتاحة الخيار للمطورين

بحسب البيان الصادر عن جوجل، فإن التغيير الجديد سيقتصر في البداية على التطبيقات غير المخصصة للألعاب، على أن يبدأ تطبيقه بدءًا من 29 مارس، سيكون بإمكان المطورين تقديم خيارات بديلة للمستخدمين فيما يخص الدفع، لكن لا يعني ذلك أن نظام الفوترة الخاص بجوجل بلاي سيتوقف عن العمل، بل سيظل متاحًا كخيار للمطورين والمستخدمين، وبالتالي سيصبح لدى المستخدمين خيار الاختيار بين نظام الفوترة التقليدي المقدم من جوجل أو الفوترة البديلة التي يقدمها المطورون.

فرص للمطورين لتقليص العمولة
واحدة من أبرز مميزات هذا القرار هي أن المطورين الذين سيختارون نظام الفوترة البديل سيمكنهم تجنب دفع عمولة تصل إلى 30٪ على المعاملات التي تجري داخل التطبيقات على جوجل بلاي، هذا التغيير يوفر للمطورين فرصة لتقليل تكاليف التشغيل، وهو ما يعزز من تنافسية السوق ويتيح لهم تخصيص المزيد من الموارد لتحسين خدماتهم، ومع ذلك، سيظل نظام الفوترة الخاص بجوجل متاحًا داخل التطبيقات، ما يعني أن القرار لا يلغي خيار جوجل بل يضيف خيارات إضافية للمطورين.

التحقيقات السابقة التي أدت إلى التغيير
لكن وراء هذا القرار يوجد سياق قانوني مهم، فقد سبق وأن أطلقت هيئة المنافسة والأسواق في المملكة المتحدة (CMA) تحقيقًا في عام 2022 حول ممارسات شركات التكنولوجيا الكبرى مثل جوجل وأبل. 

التحقيق كان يركز على فرض الشركتين لأنظمة فوترة محددة ومقيّدة داخل تطبيقاتها، وهو ما كان يُعتبر سلوكًا احتكاريًا يقلل من الخيارات المتاحة للمستخدمين والمطورين، بعد أن توصلت الهيئة إلى أن هذه الممارسات قد تؤدي إلى تقييد المنافسة في السوق، فرضت الشروط على جوجل لتقديم خيارات أكثر تنوعًا للمطورين، وبالتالي، أصبح هذا التغيير جزءًا من استجابة جوجل لتحقيقات الهيئة، وهو ما ساعد في إغلاق التحقيق الذي كان يشكك في سلوك الشركة.

الآثار الاقتصادية على جوجل والمطورين
لا شك أن هذا القرار سيغير الديناميكيات المالية في سوق التطبيقات، خصوصًا بالنسبة لجوجل التي كانت تعتمد على العمولة الكبيرة التي تتقاضاها من المعاملات عبر نظام الفوترة الخاص بها. 

مع إتاحة الفوترة البديلة، سيكون بإمكان المطورين اتخاذ قرارات مالية أكثر ملائمة لاحتياجاتهم، وهو ما قد يؤثر على إيرادات جوجل من هذه المعاملات. 

في الوقت نفسه، قد يؤدي هذا التغيير إلى زيادة المنافسة بين أنظمة الفوترة المختلفة، ما قد ينعكس إيجابًا على جودة الخدمات المقدمة في التطبيقات.

توسيع نطاق الخيار في أسواق أخرى
رغم أن التغيير يبدأ في المملكة المتحدة، إلا أن جوجل تتوقع أن يمتد هذا الخيار ليشمل أسواقًا أخرى حول العالم في المستقبل، وبذلك، فإن هذا القرار سيكون له تأثير كبير على الأسواق العالمية وسيسمح للمطورين في العديد من البلدان بتحسين خيارات الدفع داخل تطبيقاتهم.

النظرة المستقبلية للتحول الرقمي
هذه الخطوة من جوجل تعكس تحولًا كبيرًا في كيفية إدارة المدفوعات داخل التطبيقات في المستقبل، وهو ما قد يفتح المجال أمام المزيد من الابتكار في هذا المجال. 

علاوة على ذلك، فإن هذا التغيير يعكس أيضًا التوجهات العالمية نحو تقليل ممارسات الاحتكار وتعزيز التنافسية في أسواق التكنولوجيا، وهو ما يصب في صالح المستهلكين والمطورين على حد سواء، في الوقت ذاته، قد تواصل جوجل سعيها لضمان الامتثال مع الأنظمة المحلية والدولية في محاولة للحفاظ على مكانتها في سوق التطبيقات.

في الختام، يبقى أن نلاحظ أن قرار جوجل بتوفير خيارات الفوترة البديلة للمطورين في المملكة المتحدة ليس مجرد تغيير تقني، بل هو خطوة هامة نحو إرساء توازن أكبر في الأسواق الرقمية، وبالتالي التأثير على كيفية إدارة المدفوعات داخل التطبيقات في المستقبل. 

ومع بدء تنفيذ القرار في 29 مارس، يبقى أن نرى مدى تأثير هذا التغيير على سوق التطبيقات العالمي ومدى استجابة المطورين والمستخدمين له.