"تراجع إنتاج وشحنات سيارات تسلا الكهربائية في مصنع شنغهاي

شهدت السوق الصينية للسيارات تحركًا حادًا بعد إعلان شركة تسلا عن خفض أسعار جميع طرزها في الصين، مما أثار تفاعلًا فوريًا من قبل شركات السيارات الأخرى.

وقامت شركة "لي أوتو" (Li Auto) بخفض أسعار طرزها الجديدة، وقامت بإعادة النقود للمشترين، وذلك في محاولة للتنافس في السوق المتنامية بسرعة في الصين.

يُعتبر هذا التحرك جزءًا من حرب الأسعار المستمرة بين شركات السيارات في الصين، حيث تسعى كل شركة لجذب المزيد من العملاء من خلال تقديم عروض وتخفيضات تنافسية.

من المتوقع أن تستمر هذه الحرب في الفترة القادمة، مما قد يؤدي إلى مزيد من التخفيضات في الأسعار وتحسين الفرص للمستهلكين في السوق الصينية للسيارات.

كما أعلنت شركة "لي أوتو" يوم الاثنين عن خفض ملموس في أسعار جميع منتجاتها، حيث تراوحت نسبة الخفض بين 6% و7%. وأصبح سعر سيارتها الرياضية ذات المقاعد الخمسة "L7" يبدأ من 301800 يوان (41700 دولار) حالياً.

وقررت الشركة أن يستفيد المشترون الذين قاموا بطلب سيارة ولكن لم يتسلموها بعد من السعر الجديد، بالإضافة إلى رد فروق نقدية لمالكي سياراتها الحالية من طرز 2024.

وقد تأثرت أسهم "لي أوتو" سلباً بالإعلان، حيث انخفضت بنسبة تصل إلى 6.9% في تعاملات بورصة "هونج كونج".

كما قررت شركة تسلا خفض أسعار سياراتها في الولايات المتحدة والصين وأوروبا، وذلك بعد أن ساهمت مبيعاتها المخيبة للآمال خلال الربع الأول في زيادة حجم المخزون.

وقد انخفض سعر سيارة "موديل 3" المعدلة في الصين إلى 231900 يوان من 245900 يوان، لتعود إلى السعر الأصلي الذي طرحت به أول مرة، بينما خفضت الشركة سعر سيارة "موديل Y" إلى 249900 يوان، وهو السعر الأدنى الذي وصلت إليه منذ خمس سنوات على الأقل.

ويعد هذا  إلى أن حرب الأسعار في سوق السيارات الكهربائية بالصين قد بدأت منذ نهاية عام 2022، عندما قامت تسلا بخفض أسعارها، مما أدى إلى تنافس شديد بين الشركات في هذا القطاع.

كما شهدت حرب الأسعار في سوق السيارات الكهربائية تصاعدًا على مدى العام الماضي، حيث حاولت شركات صناعة السيارات المختلفة بجهد تحقيق أهدافها للمبيعات. ولم تظهر أي علامة تذكر على هدوء هذه الحرب في العام الحالي، بل على العكس تمامًا، حيث قامت شركة "بي واي دي"، الرائدة في هذه السوق، بخفض أسعار بعض سياراتها الأكثر انتشارًا، مثل السيارة "سيجل هاتشباك"، إلى أقل من 10 آلاف دولار.

ومن المتوقع أن تعلن شركة تسلا، عن انخفاض حاد في أرباح التشغيل بنسبة 40%، بالإضافة إلى أول انخفاض في إيراداتها منذ ما يقرب من 4 سنوات، عندما تعلن عن أرباحها عن الربع الأول من العام.

هذه التطورات تعكس تحديات متزايدة تواجه قطاع السيارات الكهربائية، مما يجعل الشركات تلجأ إلى استراتيجيات تنافسية أكثر حدة من أجل جذب المزيد من المستهلكين وتحقيق أهداف المبيعات المرجوة.

أمر الرئيس التنفيذي لتسلا، إيلون ماسك، بزيادة الأعداد في أكبر جولة لتسريح العمال في تاريخ الشركة، مما أثار تساؤلات حول مستقبل الشركة.

وعلق ماسك أيضًا مستقبل تسلا على الجيل القادم من السيارات ذاتية القيادة، المعروفة باسم "روبوتاكسي".

ويشير الي ان  حصة تسلا في السوق الصينية تقلصًا إلى نحو 6.7% في الربع الأخير من عام 2023، مقارنة بـ 10.5% في الأشهر الثلاثة الأولى من نفس العام، وفقًا لحسابات أجرتها "بلومبرغ" استنادًا إلى بيانات رابطة سيارات الركاب في الصين.

هذه التحديات تشير إلى مرحلة صعبة تمر بها تسلا، مما يستدعي اتخاذ إجراءات تصحيحية واستراتيجيات جديدة لتحسين أدائها وتعزيز مكانتها في السوق.

تقلصت جداول الإنتاج في مصنع تسلا بشنغهاي مؤخرًا، وفقًا لتقرير نشرته "بلومبرغ" الشهر الماضي،بشأن أداء الشركة في السوق.

وشهدت الشحنات التي خرجت من مصنع تسلا في شنغهاي، الذي ينتج السيارات الكهربائية للسوق الصينية ويصدر إلى أسواق أخرى في آسيا وأوروبا وكندا، تراجعًا خلال الشهرين الأولين من عام 2024 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. يأتي هذا التراجع على الرغم من ارتفاع إجمالي مبيعات سيارات الركاب في الصين.

تلك التطورات تظهر تحديات متزايدة تواجه تسلا في سوق السيارات الصينية، وتعكس الضغوط التي تواجهها الشركة في ظل التنافس الشديد وتغيرات الطلب في السوق.