ثورة في تكنولوجيا السيارات لتقليل الحوادث الناتجة عن القيادة تحت تأثير الكحول

الأحد، 21 يوليو 2024 11:31 ص

السيارة

السيارة

يعمل الباحثون حالياً على تطوير برمجية متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي تُثبَّت داخل السيارة قادرة على تحديد ما إذا كان السائق مخموراً بمجرد تشغيل السيارة وبدء تحركها.

 تهدف هذه البرمجية إلى تقليل الحوادث الناتجة عن القيادة تحت تأثير الكحول، من خلال إبلاغ الشرطة في حال اكتشاف حالة سُكر لدى السائق، مما يسهم في تحسين الأمان على الطرق.

تحليل وجوه السائقين لتحديد مستوى التسمم

وفقاً لتقرير نشره موقع "لايف ساينس"، فإن الخوارزمية الجديدة تعتمد على مسح وجوه السائقين بشكل مستمر بحثاً عن علامات تشير إلى تأثير الكحول. 

تشير الدراسات إلى أن هذه التقنية يمكنها تحديد مستوى التسمم بدقة تصل إلى 75%، من خلال تحليل ملامح الوجه وتحركات الرأس واتجاه النظر، وهو ما يتجاوز الأساليب التقليدية التي تعتمد على سلوكيات القيادة مثل أنماط التوجيه وسرعة السيارة.

أنظمة مراقبة شاملة تعزز الدقة

تستخدم البرمجية كاميرات أحادية اللون لمراقبة متغيرات مثل اتجاه النظر وموضع الرأس، ويمكن أن تتضمن أيضاً لقطات ثلاثية الأبعاد والأشعة تحت الحمراء لوجه السائق، فضلاً عن مقاطع الفيديو للرؤية الخلفية وسجلات التفاعل مع نظام التوجيه. هذا النظام الشامل يوفر تحليلاً دقيقاً لحالة السائق حتى قبل أن تبدأ السيارة في الحركة.

إمكانات التطبيق وتوقعات المستقبل

تؤكد إنسية كشتكاران، طالبة الدكتوراه في جامعة إديث كوان في أستراليا والتي ساهمت في المشروع، أن "هذه البرمجية لديها القدرة على تحديد مستويات التسمم منذ بداية القيادة، مما يتيح منع السائقين المخمورين أو المتأثرين بأي نوع من المؤثرات العقلية من القيادة." 

وأضافت كشتكاران أن البرنامج يتناسب بسلاسة مع البنى الرقمية للمركبات الذكية، مثل أنظمة تتبع العين ومراقبة السائق، ما يجعل من السهل تطبيقه في تقنيات أخرى مثل الهواتف الذكية.

الإحصاءات العالمية والمحلية حول حوادث القيادة تحت تأثير الكحول

تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن تعاطي الكحول مسؤول عن 20% إلى 30% من حوادث السيارات المميتة في جميع أنحاء العالم. 

وفي أستراليا، حيث بدأ المشروع، كانت 30% من الحوادث القاتلة ناجمة عن ارتفاع مستويات الكحول في الدم لدى السائقين. 

تعكس هذه الأرقام الحاجة الملحة للتكنولوجيا التي يمكن أن تساعد في تقليل هذه الحوادث بشكل فعال.

تطبيقات مستقبلية وتعاون مع شركات البرمجيات

استخدمت الدراسة لقطات فيديو لسائقين من مختلف الأعمار وعادات الشرب وخبرة القيادة في بيئات خاضعة للرقابة، وعملت مع شركة البرمجيات (MiX by Powerfleet) لجمع البيانات وتحليلها. 

الخوارزمية نجحت في التنبؤ بحالة التسمم في ثلاثة أرباع الحالات، مما يمثل قفزة كبيرة في تكنولوجيا الكشف عن القيادة تحت تأثير الكحول.

يعد هذا الاختراع بمثابة خطوة هامة نحو تحسين أمان القيادة، حيث يمكن أن يؤدي إلى مستقبل حيث تبدأ السيارات الذكية في التنبيه للسلطات إذا كان السائق في حالة سُكر، مما يساهم في تقليل الحوادث والحفاظ على الأرواح.

Download

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top