دراسة جديدة تكشف تفوق ChatGPT على الأطباء في دقة التشخيص الطبي

مراجعة : ياسين عبد العزيز

السبت، 23 نوفمبر 2024 02:39 م

الأطباء

الأطباء

في دراسة حديثة نشرت في مجلة JAMA Network Open بتاريخ 28 أكتوبر 2024، تم اختبار قدرة روبوت ChatGPT المدعوم بالذكاء الاصطناعي على تشخيص الحالات الطبية مقارنةً بالأطباء البشريين. 

هذه الدراسة تعتبر واحدة من أولى الدراسات التي تقيس بشكل دقيق أداء النماذج اللغوية الكبيرة (LLMs) مثل ChatGPT في مجال التشخيص الطبي، حيث تم مقارنة أدائه بالأطباء الذين استخدموا موارد طبية تقليدية في تشخيص الحالات.

منهجية الدراسة والنتائج

تم اختيار 50 طبيبًا للمشاركة في هذه الدراسة، حيث طُلب منهم تشخيص ست حالات طبية مختلفة باستخدام تقنيات التشخيص المعتادة، تم تقسيم الأطباء إلى مجموعتين: الأولى كانت تستخدم موارد طبية تقليدية مثل منصات UpToDate وPubMed، بينما سمح للمجموعة الثانية باستخدام روبوت ChatGPT كمساعد في اتخاذ قراراتهم التشخيصية.

أظهرت نتائج الدراسة تباينًا كبيرًا في دقة التشخيص بين الأطباء الذين استخدموا الذكاء الاصطناعي والأطباء الذين اعتمدوا على الموارد التقليدية، حيث حقق الأطباء الذين اعتمدوا على الموارد التقليدية درجة دقة تشخيصية بلغت 74%. 

أما الأطباء الذين استخدموا ChatGPT، فحققوا درجة دقة بلغت 76%. في المقابل، تفوق روبوت ChatGPT على الجميع، حيث حقق درجة دقة تشخيصية وصلت إلى 90%.

ورغم التفوق الملحوظ لروبوت ChatGPT في التشخيص، أشار الدكتور رودمان، أحد المشاركين في الدراسة، إلى أن الذكاء الاصطناعي لم يحقق التأثير المتوقع عند مساعدته للأطباء. 

وبحسب قوله لصحيفة نيويورك تايمز، فإن الأطباء كانوا مترددين في قبول التشخيصات التي قدمها ChatGPT، بسبب عدم الثقة الكاملة في المعلومات التي يقدمها. 

كما أكد أن العديد من الأطباء ما زالوا متمسكين بتشخيصاتهم الشخصية، مشيرين إلى أن الذكاء الاصطناعي قد لا يمتلك الخبرة البشرية الكافية للتعامل مع الحالات الطبية المعقدة.

دراسة تُظهر تفوق ChatGPT على الأطباء في تشخيص الحالات الطبية.. إليك التفاصيل 

بالإضافة إلى ذلك، لوحظ أن العديد من الأطباء المشاركين في الدراسة لم يكونوا على دراية بكيفية الاستفادة الكاملة من إمكانيات الذكاء الاصطناعي. 

هذه النقطة كانت إحدى التحديات الكبرى التي واجهت الدراسة، حيث أظهرت الحاجة الملحة لتدريب الأطباء على كيفية استخدام هذه التكنولوجيا الحديثة بالشكل الأمثل.

تشير نتائج هذه الدراسة إلى أن روبوتات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT قد تتمتع بقدرات تشخيصية تفوق الأطباء في بعض الحالات، مما يفتح الباب أمام استغلال هذه التكنولوجيا في مجال الطب بشكل أكبر. 

ولكن، تبقى قضية ثقة الأطباء في هذه الأدوات أمرًا محوريًا، حيث أن اعتماد الأطباء الكبير على خبراتهم الشخصية قد يؤثر على دمج الذكاء الاصطناعي في عملية التشخيص الطبي بشكل فعال.

ومن ناحية أخرى، لفت مؤلفو الدراسة إلى ضرورة تحسين قدرات الذكاء الاصطناعي في هذا المجال، بالإضافة إلى تدريب القوى العاملة الطبية على كيفية استخدام هذه الأدوات لتعزيز دقة التشخيص الطبي، ذلك لأن التعاون بين الطبيب والذكاء الاصطناعي يمكن أن يساهم في تحسين الرعاية الصحية بشكل عام، إذا تم استخدامه بشكل متكامل وفعّال.

تشير النتائج إلى أنه رغم تفوق ChatGPT في التشخيص الطبي، إلا أن هناك تحديات كبيرة تتعلق بدمج الذكاء الاصطناعي في الممارسات الطبية اليومية، النتائج كشفت عن فجوة معرفية لدى الأطباء في كيفية الاستفادة من هذه الأدوات، وهو ما يستدعي تحسين التدريب الطبي على الذكاء الاصطناعي.

وفي الختام، توضح الدراسة أهمية دمج التكنولوجيا الحديثة في مجال الرعاية الصحية بشكل مدروس، حيث يمكن أن تكون الأدوات مثل ChatGPT مساعدة قوية في التشخيص، ولكن يجب على الأطباء أن يتعلموا كيفية استخدامها بشكل فعّال. 

ومع التقدم المستمر في الذكاء الاصطناعي، من المتوقع أن نرى في المستقبل تعاونًا أكبر بين الإنسان والتكنولوجيا لتحقيق أفضل النتائج في الرعاية الصحية.

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top