ميتا تقرر منع إطلاق تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة في أوروبا

أعلنت شركة ميتا، المالكة لأبرز منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك، إنستجرام، واتساب، وثريدز، أنها ستقوم بمنع إطلاق نموذجها الجديد للذكاء الاصطناعي المتعدد الوسائط في دول الاتحاد الأوروبي. 

يأتي هذا القرار في ظل مخاوف تنظيمية تتعلق بالقوانين الرقمية الجديدة التي يطبقها الاتحاد الأوروبي.

خلفية القرار: قلق تنظيماتي حول الذكاء الاصطناعي

تعد شركة ميتا من الشركات الرائدة في مجال تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، ولديها نموذج LLma 3 الأحدث الذي يتمتع بقدرات متقدمة تشمل إنشاء محتوى متعدد الوسائط من نصوص وصور ومقاطع صوتية وفيديوهات. 

يعتبر هذا النموذج من أبرز نماذج الذكاء الاصطناعي المفتوحة المصدر، ويشكل إضافة قوية للشركات التي ترغب في استخدامه لتطوير برامجها الخاصة.

قرار ميتا: السبب والإجراءات

وفقًا لبيان صادر عن المتحدثة باسم ميتا، كيت مكلاكلين، فإن قرار عدم إطلاق نموذج الذكاء الاصطناعي في الاتحاد الأوروبي يعود إلى الطبيعة غير المستقرة للبيئة التنظيمية في المنطقة. 

وأشارت إلى أن التغييرات التي أدخلت على القوانين الرقمية الجديدة، والتي تشمل التزام الشركات بقوانين حقوق الطبع والنشر والشفافية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، قد شكلت عاملًا رئيسيًا في اتخاذ هذا القرار. يجب على الشركات الامتثال لهذه القوانين بحلول أغسطس 2026.

خطوة مماثلة من أبل والتأثير على الشركات الأوروبية

يأتي قرار ميتا في إطار اتجاه أوسع بين الشركات التكنولوجية الكبرى، حيث اتخذت شركة أبل خطوة مماثلة بإعلانها عن احتمال استبعاد الاتحاد الأوروبي من إطلاق تقنياتها للذكاء الاصطناعي، المعروفة باسم Apple Intelligence، بسبب القوانين الرقمية الجديدة.

بالإضافة إلى ذلك، أكدت مكلاكلين أن ميتا قامت أيضًا بإيقاف خطط إطلاق مساعد الذكاء الاصطناعي في الاتحاد الأوروبي وأوقفت أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي في البرازيل، بسبب مخاوف تتعلق بالامتثال لحماية البيانات.

التداعيات على السوق الأوروبية والدول الأخرى

وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، ستؤدي هذه الخطوة إلى منع الشركات الأوروبية من الاستفادة من نموذج LLma 3 المتعدد الوسائط، على الرغم من أن النسخة الأكبر من النموذج، التي تركز على النصوص فقط، ستظل متاحة للعملاء في الاتحاد الأوروبي.

 هذا القرار يشكل تحديًا كبيرًا للشركات في أوروبا التي كانت تأمل في الاستفادة من هذه التكنولوجيا المتقدمة.

من جهة أخرى، سيؤثر هذا القرار أيضًا على الشركات خارج الاتحاد الأوروبي التي كانت تأمل في تقديم منتجات وخدمات تستخدم هذه النماذج للمستخدمين داخل دول الاتحاد، أحد أكبر الأسواق الاقتصادية في العالم.