هواوي تتحدى إنفيديا بشرائح ذكاء اصطناعي جديدة

الجمعة، 16 أغسطس 2024 09:38 ص

هواوي

هواوي

في خطوة جريئة تُبرز قدرتها على مواجهة التحديات، تستعد شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة هواوي لدخول مجال تنافسي جديد بإطلاق شريحة ذكاء اصطناعي متطورة تهدف لمنافسة شرائح إنفيديا الرائدة.

 يأتي هذا التطور في ظل العقوبات الأمريكية الصارمة التي فُرضت على هواوي والتي تهدف إلى تقويض تقدمها التكنولوجي. 

ومع ذلك، تواصل الشركة العمل على تطوير معالجاتها، ومن بينها المعالج الجديد Ascend 910C، الذي يُتوقع أن يكون بمستوى أداء مشابه لشرائح H100 من إنفيديا.

القيود الأمريكية ودوافع هواوي للتطوير

في عام 2022، فرضت الجهات التنظيمية الأمريكية قيودًا صارمة على إنفيديا لمنعها من بيع شرائح الذكاء الاصطناعي في الصين، بما في ذلك شريحة H100 الشهيرة.

 جاءت هذه القيود بدوافع تتعلق بالأمن القومي الأمريكي، في محاولة للحد من قدرة الصين على استخدام التكنولوجيا المتقدمة في مجالات حساسة.

بالرغم من هذه التحديات، لم تقف هواوي مكتوفة الأيدي. بل شرعت في تطوير معالجاتها الخاصة لتلبية احتياجات السوق المحلي وتقليل اعتمادها على التقنيات الأجنبية. ويعد معالج Ascend 910C أبرز دليل على هذا التوجه، حيث تستهدف الشركة بدء شحنه في أكتوبر المقبل.

التجارب والمفاوضات: اهتمام واسع من الشركات الصينية

أفادت تقارير أن معالج Ascend 910C قد دخل بالفعل مرحلة الاختبار من قبل عدة شركات إنترنت صينية ومزودي خدمات الاتصالات. 

من بين هذه الشركات، نجد عمالقة التكنولوجيا مثل ByteDance، الشركة الأم لتطبيق تيك توك، بالإضافة إلى بايدو وتشاينا موبايل. هذه الشركات الكبرى بدأت بالفعل في إجراء مفاوضات مبكرة مع هواوي لشراء المعالج الجديد.

يمثل هذا التوجه من قبل الشركات الصينية مؤشراً على مدى الثقة في قدرات هواوي التكنولوجية، حتى في ظل العقوبات الأمريكية التي تهدف إلى تقييد وصولها إلى التقنيات المتقدمة. 

ومع ذلك، يظل السؤال الأهم هو ما إذا كانت هواوي ستتمكن من التغلب على العقبات التي قد تواجهها في إنتاج رقائقها بكميات كبيرة.

تحديات الإنتاج والقيود المحتملة

رغم التقدم الذي تحققه هواوي، لا تزال تواجه تحديات كبيرة في مجال إنتاج الرقائق. تعاني الشركة من تأخيرات في إنتاج الرقائق الحالية، وهو ما قد يؤثر على قدرتها في تلبية الطلب المتزايد على معالجات الذكاء الاصطناعي الجديدة. 

بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف من أن تفرض الولايات المتحدة المزيد من القيود على هواوي، ما قد يعوق قدرتها على الحصول على مكونات حيوية مثل رقائق الذاكرة اللازمة لتطوير معالجات الذكاء الاصطناعي.

استعادة القوة: هواوي ومواجهة العقوبات الأمريكية

منذ فرض العقوبات الأمريكية، عملت هواوي بجد لاستعادة قوتها في سوق التكنولوجيا. في العام الماضي، كشف تحليل لهاتف هواوي Mate 60 Pro عن استخدام شريحة متطورة صنعتها شركة SMIC، وهي أكبر شركة لتصنيع الرقائق في الصين. 

هذه الشريحة تدعم تقنيات الجيل الخامس، وهو إنجاز مهم بالنظر إلى القيود الأمريكية التي تهدف إلى منع هواوي من الوصول إلى هذه التكنولوجيا.

التأثير على سوق الهواتف الذكية: التحدي أمام Apple

نجاح هواوي في تطوير شرائحها ومعالجاتها الخاصة لم يقتصر فقط على قطاع الذكاء الاصطناعي، بل أثر أيضًا على سوق الهواتف الذكية. 

مع انتعاش مبيعات هواوي في هذا القطاع، تواجه Apple منافسة شديدة في السوق الصينية، أحد أكبر أسواقها العالمية. وفي الربع الثاني من العام الحالي، خرجت Apple من قائمة أكبر 5 بائعين للهواتف الذكية في الصين، مع تزايد حدة المنافسة من العلامات التجارية المحلية مثل هواوي.

تعزيز صناعة الرقائق المحلية: جهود الصين المستمرة

تعكس خطوة هواوي لتطوير شريحة Ascend 910C جزءًا من الجهود الأوسع التي تبذلها الصين لتعزيز صناعتها المحلية في مجال الرقائق. 

فقد خصصت الصين 344 مليار يوان صيني (47.5 مليار دولار) لصندوق الرقائق الثالث، والذي يهدف إلى دعم قطاع التكنولوجيا وتعزيز قدرة الشركات المحلية على المنافسة في السوق العالمية.

خاتمة: المستقبل التكنولوجي لهواوي

تُظهر تحركات هواوي الأخيرة عزمها على الاستمرار في الابتكار والتطوير، على الرغم من العقوبات والقيود الدولية. ومع استعدادها لإطلاق معالج Ascend 910C، تضع هواوي نفسها في موقع تنافسي قوي يمكنها من مواجهة التحديات العالمية وتحقيق نجاحات جديدة في سوق الذكاء الاصطناعي.

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top