الأجهزة القابلة للارتداء: دقة محدودة في تتبع السعرات والنوم تستدعي الحذر

مراجعة : ياسين عبد العزيز

السبت، 24 أغسطس 2024 12:45 م

الأجهزة القابلة للارتداء

الأجهزة القابلة للارتداء

أصبحت الأجهزة القابلة للارتداء مثل الساعات الذكية وأجهزة تتبع اللياقة البدنية جزءًا لا يتجزأ من حياة الكثيرين حول العالم. بفضل تقنياتها المتطورة، تعتمد عليها فئات واسعة من الناس لمراقبة صحتهم وتحسين مستويات لياقتهم البدنية. 

ومع ازدياد الاعتماد على هذه الأجهزة، بات من الضروري فهم مدى دقتها ومدى الاعتماد عليها في تقديم البيانات الصحية.

دقة متباينة في قياس معدل ضربات القلب
 

وفقًا لمراجعة حديثة تناولت أداء الأجهزة القابلة للارتداء، تبيّن أن دقة هذه الأجهزة في قياس معدل ضربات القلب تتفاوت بشكل ملحوظ. 

على الرغم من أن نسبة الخطأ تقدر بنحو 3%، إلا أن هذا يعني أن البيانات التي تقدمها الأجهزة قد تكون قريبة إلى حد ما من الدقة المطلوبة، ولكنها ليست خالية من العيوب. 

هذه الأجهزة أيضًا توفر تقديرات لمستويات اللياقة القلبية التنفسية أو ما يعرف بـ VO2 max، وهو مؤشر مهم على قدرة الجسم على استخدام الأكسجين أثناء التمارين.

تحديات في تقدير السعرات الحرارية
أما فيما يتعلق بتتبع حرق السعرات الحرارية، فقد أظهرت المراجعة أن الأجهزة القابلة للارتداء تعاني من محدودية كبيرة في دقتها.

نسبة الخطأ في تقدير السعرات المحروقة تتراوح بين 15% و21%. هذه النسبة تعتبر مرتفعة وتستدعي الحذر، خاصة للأشخاص الذين يعتمدون على هذه الأجهزة لتحديد كميات الغذاء ومراقبة فقدان الوزن. 

مراجعة: الأجهزة القابلة للارتداء دقتها محدودة في تتبع السعرات والنوم

يجب التعامل مع هذه البيانات بحذر وعدم الاعتماد عليها بشكل كامل في اتخاذ القرارات المتعلقة بالنظام الغذائي والتمارين.

تتبع النوم: دقة محدودة وأخطاء كبيرة
عندما يتعلق الأمر بتتبع النوم، تظهر الأجهزة القابلة للارتداء محدودية أخرى في دقتها. نسبة الخطأ في تقدير مدة وكفاءة النوم تتجاوز 10%، مما يعني أن البيانات المقدمة قد لا تعكس بشكل دقيق جودة النوم الفعلية. 

الأخطر من ذلك هو نسبة الخطأ في قياس زمن الدخول في النوم، والتي تصل إلى 180% عند مقارنتها بطرق القياس المتخصصة مثل تخطيط النوم. هذه الأرقام تكشف عن التحديات الكبيرة التي تواجهها الأجهزة القابلة للارتداء في تقديم بيانات دقيقة حول النوم.

أهمية الوعي بحدود الأجهزة القابلة للارتداء
بالنظر إلى هذه النتائج، يتضح أن الأجهزة القابلة للارتداء يمكن أن تكون أدوات مساعدة في مراقبة الصحة واللياقة البدنية، لكنها ليست بديلاً عن القياسات الطبية الدقيقة. 

الاعتماد على هذه الأجهزة يجب أن يكون مصحوبًا بالوعي بمحدودية دقتها، خاصة في مجالات مثل تتبع السعرات الحرارية والنوم. يفضل أن تكون هذه الأجهزة جزءًا من استراتيجية شاملة للصحة، تشمل استشارات طبية واستخدام وسائل قياس أكثر دقة عند الحاجة.

استخدام الأجهزة القابلة للارتداء بوعي
في ضوء ما سبق، من المهم أن يتعامل المستخدمون مع البيانات التي تقدمها الأجهزة القابلة للارتداء بحذر. ينبغي استخدام هذه الأجهزة كأدوات مساعدة تعطي إرشادات عامة حول الصحة واللياقة، مع الوعي بحدود الدقة التي تقدمها.

يمكن أن تكون هذه الأجهزة مفيدة في تحفيز النشاط البدني وزيادة الوعي بالصحة، لكن من الضروري أن تكون التوقعات واقعية وأن يتم استخدام البيانات بحذر عند اتخاذ قرارات صحية.

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top