ميتا تكشف عن نموذج Movie Gen لتوليد الفيديو بالذكاء الاصطناعي

أعلنت شركة "ميتا" عن إطلاق أحدث نماذجها في مجال الذكاء الاصطناعي تحت اسم Movie Gen، وهو نموذج مخصص لتوليد مقاطع الفيديو باستخدام الذكاء الاصطناعي. 

يأتي هذا الإعلان بعد عدة أشهر من كشف شركة OpenAI عن نموذجها المنافس المعروف باسم "Sora"، ما يشير إلى تصاعد المنافسة في سوق توليد المحتوى المرئي بالذكاء الاصطناعي.

Movie Gen

يعتمد نموذج Movie Gen على المدخلات النصية لتوليد مقاطع فيديو عالية الدقة ومزودة بالصوت، كما يتيح تعديل الفيديوهات القائمة وتغيير عناصرها ببساطة باستخدام أوامر نصية. 

يمكن للنموذج إنشاء مقاطع فيديو جديدة بالكامل أو تحرير اللقطات الحالية، بما في ذلك الصور الثابتة، مع إضافة الأصوات المناسبة من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي. 

وتُعزز هذه التقنية بقدرة النموذج على إضافة المؤثرات الصوتية والضوضاء والموسيقى الخلفية، مما يجعل الفيديوهات تبدو أكثر واقعية وديناميكية.

وفقًا للتفاصيل التي نقلتها صحيفة نيويورك تايمز، يُمكن استخدام نموذج Movie Gen لتعديل العديد من العناصر المرئية والصوتية في الفيديو، مثل الخلفيات، الشخصيات، والإضافات الجديدة التي لم تكن موجودة في الفيديو الأصلي. 

على سبيل المثال، أظهرت الشركة نموذجًا تم فيه تحويل صورة ثابتة لرجل إلى فيديو كامل يظهره في معمل يجري تجربة كيميائية، وهي واحدة من العديد من الأمثلة التي عرضتها "ميتا" لتوضيح إمكانيات Movie Gen.

بالإضافة إلى توليد الفيديوهات من الصفر، يتيح Movie Gen تحرير مقاطع الفيديو الحالية بأساليب متعددة. في أحد العروض التوضيحية التي قدمتها الشركة، تم تعديل مقطع فيديو بسيط لعدّاء بعدة طرق باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث تم تغيير خلفية المشهد، ومظهر العداء ذاته، وكل ذلك عبر أوامر نصية فقط. 

هذه المرونة تجعل من Movie Gen أداة قوية للمبدعين والمصممين، مما يمنحهم القدرة على تعديل مقاطع الفيديو بسهولة دون الحاجة إلى مهارات تحرير معقدة أو برامج متقدمة.

من خلال هذه الأداة، يمكن للمستخدمين إضافة تأثيرات جديدة، تعديل العناصر البصرية، وحتى تحسين جودة الفيديو بدون الحاجة للتعامل مع أدوات تحرير الفيديو التقليدية التي قد تتطلب وقتًا وخبرة تقنية، ومع ذلك، أشارت الشركة إلى أن الأداة لا تزال في مرحلة التطوير التجريبية، ولم يتم تحديد موعد دقيق لإطلاقها بشكل تجاري.

على الرغم من أن إطلاق نموذج Movie Gen يشكل خطوة كبيرة نحو مستقبل تحرير الفيديو بالذكاء الاصطناعي، إلا أن هناك تحديات تواجه هذا الابتكار. 

أشار كريس كوكس، مدير المنتجات في ميتا، إلى أن تكلفة إنتاج الفيديوهات باستخدام النموذج الحالي ومدة توليد المقاطع تعتبر من التحديات الرئيسية التي تواجه الشركة.

 أوضح كوكس أيضًا أن الشركة "ليست جاهزة بعدُ لإطلاق الأداة كمنتج تجاري"، مشيرًا إلى أن التكاليف العالية والوقت الطويل اللازم لإنشاء مقاطع الفيديو ما زالت بحاجة إلى تحسينات كبيرة قبل أن تكون الأداة جاهزة للاستخدام الواسع.

جاء إعلان ميتا عن Movie Gen بعد فترة قصيرة من إعلان شركة OpenAI عن نموذجها المنافس "Sora" في بداية هذا العام، وعلى الرغم من أن OpenAI لم تطلق بعد الأداة المبنية على هذا النموذج للاستخدام العام، إلا أن المنافسة تزداد حدّة في هذا المجال المتسارع التطور.

تواجه هذه النماذج تحديات قانونية وأخلاقية أيضًا. فقد أشارت تقارير إلى أن العديد من الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي تدرب نماذجها باستخدام مقاطع فيديو من منصات مثل يوتيوب، مما أثار جدلاً حول انتهاك شروط الاستخدام. 

وقد صرّح الرئيس التنفيذي ليوتيوب، نيل موهان، بأن استخدام المحتوى المتاح على المنصة لأغراض تدريب الذكاء الاصطناعي يشكل انتهاكًا لشروط الخدمة.

في ضوء هذه المخاوف، أكدت شركة ميتا أنها دربت نموذج Movie Gen باستخدام "مزيج من مجموعات البيانات المرخصة والمتاحة للجمهور"، لكنها لم تحدد مصادر هذه البيانات بشكل دقيق، مما يترك بعض الأسئلة العالقة حول مدى قانونية وشفافية استخدام البيانات في تدريب مثل هذه النماذج.

تتيح إمكانيات Movie Gen استخدامات متعددة في العديد من المجالات، سواء في صناعة الأفلام، الإعلام، الإعلانات، أو حتى في التطبيقات الشخصية. 

القدرة على توليد مقاطع فيديو جديدة من الصفر أو تعديل اللقطات الحالية تفتح آفاقًا واسعة للإبداع، وتتيح للشركات والمبدعين إنتاج محتوى مرئي بجودة عالية وبتكاليف أقل.

تعد هذه التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي بمثابة قفزة نوعية في كيفية إنشاء المحتوى المرئي، ومن المحتمل أن نشهد في المستقبل القريب اعتمادًا أكبر على هذه الأدوات في مختلف الصناعات، بما في ذلك الترفيه والتعليم والإعلام.