جوجل تختبر خاصية جديدة في محرك البحث لمكافحة المواقع الاحتيالية

في خطوة تهدف إلى تعزيز الأمان الرقمي وحماية المستخدمين من الوقوع في فخ المواقع الاحتيالية، بدأت شركة "جوجل" في اختبار ميزة جديدة على محرك البحث الخاص بها. 

هذه الميزة تتمثل في إضافة علامات توثيق زرقاء بجانب روابط المواقع الرسمية للشركات الكبرى، وهي خطوة يمكن أن تسهم في تعزيز ثقة المستخدمين أثناء التصفح والبحث عن معلومات موثوقة.

حماية المستخدمين من الاحتيال الرقمي

في ظل تزايد أعداد المواقع الاحتيالية على الإنترنت والتي تستغل الأسماء والعلامات التجارية الكبرى لخداع المستخدمين، تأتي هذه الخطوة من جوجل لتقديم حل بسيط وفعال. 

علامات التوثيق الزرقاء التي تظهر بجانب روابط المواقع الرسمية تعد إشارة واضحة للمستخدمين بأن هذه الروابط تابعة فعليًا للشركات التي يدعون تمثيلها، مما يساعدهم في التمييز بين المواقع الحقيقية والمزيفة.

وقد ظهرت هذه العلامات بالفعل بجانب روابط مواقع عدد من الشركات العملاقة مثل مايكروسوفت، ميتا، آبل، وأمازون، ومع ذلك، لم يتم تفعيل هذه الميزة لكافة المستخدمين بعد، حيث أكدت جوجل أن الميزة لا تزال في مراحل الاختبار الأولية.

تُظهر علامات التوثيق الزرقاء التي تختبرها جوجل بجانب الروابط الرسمية للشركات الكبرى في نتائج البحث، وعند تمرير مؤشر الفأرة فوق علامة التوثيق، تظهر رسالة توضيحية تشرح أن هذه الأيقونة تعني أن جوجل قد تحققت من هوية الشركة بناءً على معاييرها ومؤشراتها الداخلية.

إحدى النقاط الهامة التي توضحها هذه الرسالة هي أن جوجل، على الرغم من تأكيدها لهوية الشركة، لا تضمن بشكل مباشر موثوقية المنتجات أو الخدمات التي تقدمها هذه الشركات. 

ويبدو أن الهدف من هذه الإضافة هو تسهيل تجربة التصفح للمستخدمين، لا سيما أولئك الذين يبحثون عن معلومات موثوقة أو يرغبون في تجنب الوقوع في شراك المواقع الاحتيالية.

قد لا تكون هذه المرة الأولى التي تعتمد فيها جوجل على نظام توثيق يستند إلى هوية العلامات التجارية، حيث سبق وأن اعتمدت على نظام "مؤشرات العلامة التجارية لتحديد الرسائل" (BIMI) في خدمة البريد الإلكتروني Gmail. 

يتيح هذا النظام للشركات الكبرى وضع شعارات موثقة بجانب رسائل البريد الإلكتروني التي ترسلها للمستخدمين، مما يضمن لهم أن الرسائل التي يتلقونها هي من مصادر رسمية.

وبالرغم من أن تطبيق هذا النظام في محرك البحث يختلف عن تطبيقه في Gmail، إلا أن من المحتمل أن يعتمد على نفس قاعدة البيانات أو المؤشرات المستخدمة في خدمة البريد الإلكتروني. 

هذا يعني أن جوجل تستفيد من نظام موثوق لديه القدرة على تمييز الهوية الرقمية للشركات الكبرى وتطبيقه في نطاق أوسع من خلال محرك البحث.

ورغم أن الميزة لا تزال في مرحلة الاختبار، فإن جوجل تأمل أن تسهم هذه الإضافة في تقليل حالات الاحتيال على الإنترنت، فالعديد من المستخدمين يعتمدون على نتائج البحث لاتخاذ قرارات هامة تتعلق بشراء منتجات أو استخدام خدمات معينة، وبالتالي فإن وجود علامات توثيق بجانب الشركات المعروفة من شأنه أن يخلق شعورًا بالأمان لدى المستخدمين.

رغم أهمية هذه الميزة، تواجه جوجل تحديات في تنفيذها بشكل كامل، فمن المتوقع أن يتطلب التوسع في استخدام علامات التوثيق الزرقاء تعاونًا مكثفًا مع العديد من الشركات الكبرى والصغرى على حد سواء. كما أن توفير هذه الميزة على نطاق عالمي يتطلب جهودًا تقنية كبيرة لضمان دقة التحقق وتجنب الأخطاء.

وفي الوقت ذاته، تُعد هذه الميزة فرصة هائلة لجوجل لتعزيز موقعها كأحد أبرز الجهات التي تسعى لحماية المستخدمين من الاحتيال الرقمي. فهي لا تسعى فقط لتقديم نتائج بحث دقيقة، بل أيضًا نتائج آمنة، مما يعزز من ثقة المستخدمين بمحرك البحث.