انخفاض الطلب على نظارات Vision Pro يدفع آبل للتفكير في إيقاف إنتاجها

في خطوة تعكس التحديات التي تواجهها Apple في سوق نظارات الواقع الافتراضي والمعزز، تتجه الشركة الأمريكية إلى تخفيض كبير في إنتاج نظارات Vision Pro، مع احتمالية إيقاف التصنيع بالكامل بحلول نهاية العام الحالي. 

يأتي ذلك بعد ما يقرب من ثمانية أشهر فقط على إطلاق الجهاز، حيث سجلت مبيعات أقل من المتوقع وفق تقرير نشرته صحيفة The Information.

أسباب ضعف الطلب على Vision Pro

كشف التقرير عن عدة أسباب وراء ضعف الطلب على Vision Pro، في مقدمتها السعر المرتفع للغاية الذي بلغ 3500 دولار، ما جعل هذه النظارات صعبة الوصول للمستهلك العادي أو حتى لهواة التقنية. 

كما أدى عدم توفر تطبيقات رئيسية مثل "يوتيوب" و"نتفليكس" إلى تضييق نطاق استخدامها، إذ تُعد التطبيقات من العناصر الأساسية لجذب المستخدمين، لاسيما في الأجهزة التي تعتمد على تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز.

بحسب بيانات من موقع AppFigures، يُقدَّر إجمالي التطبيقات المتوفرة للنظارات بحوالي 1770 تطبيقًا فقط، حيث صُمم 34% منها فقط خصيصًا لـ Vision Pro، وهو عدد يُعتبر ضئيلاً مقارنة بالتطبيقات المتاحة لأجهزة iPhone وiPad.

وفي سياق تقليل حجم الإنتاج، طلبت Apple من شركائها مثل Luxshare، المسؤولة عن التجميع النهائي للنظارات، خفض الإنتاج من 2000 وحدة يوميًا إلى 1000 وحدة فقط. 

ووفقًا للمصادر، فإن الشركة تُخطط لتغطية الطلب الحالي عبر المخزون المتوفر، إذ تمكنت حتى الآن من بيع نحو 370 ألف وحدة فقط منذ بداية العام، مع توقع مبيعات إضافية تبلغ حوالي 50 ألف وحدة حتى نهاية السنة.

يبدو أن Apple تتوجه لتطوير نسخة جديدة أقل تكلفة من Vision Pro تحت اسم "Apple Vision"، حيث أفاد الصحفي التقني مارك غورمان أن الشركة تخطط لطرح هذه النسخة بسعر يقدر بحوالي 2000 دولار، ما يعني استبعاد بعض الميزات الفاخرة مثل ميزة "Eye-sight" التي تسمح للأشخاص برؤية أعين مرتدي النظارة، بالإضافة إلى استخدام معالج أقل قوة.

وفي حين يظل هذا السعر مرتفعاً مقارنةً بنظارات Meta Quest 3 التي تُباع بسعر يبدأ من 500 دولار، إلا أنه يُعد خطوة نحو توسيع قاعدة المستخدمين المحتملين، خاصةً مع إعلان Meta عن إصدار أرخص تحت اسم Meta Quest 3s بسعر لا يتجاوز 300 دولار، مما يزيد من صعوبة التنافس أمام Apple.

في مقابلة أجراها تيم كوك، الرئيس التنفيذي لـ Apple، مع صحيفة وول ستريت جورنال، صرّح بأن Vision Pro "ليس منتجًا يتم طرحه للجمهور على نطاق واسع"، وإنما يُعتبر منتجًا استهدافيًا لفئة من المستخدمين الراغبين في اقتناء أحدث تقنيات اليوم، حتى وإن كانت بسعر باهظ. 

وقال كوك إن وجود عدد كافٍ من المستخدمين المتحمسين لهذا المنتج يعد حافزًا كبيرًا لاستمرارية تطويره، رغم التحديات التي تواجهها Apple حاليًا.

ورغم أن البعض اعتبر Vision Pro خطوة رائدة تعكس طموحات Apple في عالم الواقع الافتراضي والمعزز، فإن فشلها في جذب قاعدة جماهيرية واسعة يعكس حجم التحدي الذي يواجه الشركة، خاصة مع استمرار Meta في الريادة وتقديم أجهزة بأسعار معقولة وجاذبة.

مستقبل Vision Pro بين التحديات والتطلعات

يظل مستقبل Vision Pro محط تساؤل، فبينما قد تشهد Apple إطلاق إصدارات أقل تكلفة وأكثر جاذبية للمستهلكين، فإن التحديات المتعلقة بالسعر المرتفع وتطوير التطبيقات يظل محوريًا في نجاحها في هذا القطاع.

 ومع وجود شركات أخرى تقدم تقنيات مشابهة بأسعار أقل، تحتاج Apple إلى تحقيق توازن بين الابتكار والتكلفة لتبقى منافسة في سوق الواقع الافتراضي المتنامي.

في الوقت الراهن، تُعد خطوة Apple نحو إطلاق إصدارات منخفضة التكلفة من نظارات الواقع الافتراضي تأكيدًا على نية الشركة الاستمرار في هذا المجال، مع تحسين جوانب الاستخدام العام والتوسع في قاعدة المستخدمين، وهو ما قد يكون ضروريًا لتجاوز ضعف الطلب الحالي وتحقيق نجاح مستدام في المستقبل.