ميتا تقرر حظر حسابات تتبع الطائرات الخاصة على إنستجرام وثريدز

أعلنت شركة ميتا عن قرارها بإغلاق عدد من الحسابات المتخصصة في تتبع تحركات الطائرات الخاصة على منصات إنستجرام وثريدز، وذلك استجابةً للتقارير التي تفيد بوجود مخاطر على سلامة الأفراد وخصوصيتهم. 

وقد أثار هذا القرار جدلاً واسعًا في الأوساط التقنية، خصوصًا أنه يطال حسابات تتبع المشاهير مثل تايلور سويفت وبيل جيتس ومارك زوكربيرج، والتي كانت تُستخدم لرصد رحلاتهم وانبعاثات الكربون الناتجة عنها.

مبررات الحظر

جاء قرار ميتا بناءً على توصيات مجلس الرقابة المستقل، حيث أكدت الشركة أن حماية خصوصية الأفراد تمثل أولوية قصوى، وقالت ميتا في بيانها إن الحسابات المعنية تُشكل خطرًا محتملاً على سلامة الأشخاص المذكورين، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية بياناتهم الشخصية ومنع استغلالها بشكل غير صحيح.

أحد أبرز الأسماء المرتبطة بتتبع الطائرات الخاصة هو جاك سويني، طالب جامعي في العشرينات من عمره، الذي أسس العديد من الحسابات المتخصصة في هذا المجال. 

وأكد سويني عبر حسابه الشخصي خبر إغلاق الحسابات، مشيرًا إلى أنه سبق له مواجهة تحديات مشابهة، حيث تم حظر حسابه على منصة إكس (تويتر سابقًا) من قبل إيلون ماسك في نهاية عام 2022، كما تلقى سويني إنذارًا قانونيًا من محامي تايلور سويفت، مما يبرز التوترات المتزايدة بين المستخدمين والشخصيات العامة.

على الرغم من قرار ميتا، أبدى سويني تفاؤله بخصوص استمرارية نشاطه في تتبع الطائرات الخاصة، حيث أكد أنه يمكنه استخدام مصادر بديلة للحصول على المعلومات اللازمة. 

ويدرك الكثيرون أن مثل هذه المعلومات قد تظل متاحة من خلال منصات أخرى أو وسائل الإعلام التقليدية، مما يثير تساؤلات حول فعالية الحظر الذي فرضته ميتا.

في سياق متصل، كانت الإدارة الأمريكية قد أصدرت قرارًا يسمح لمالكي الطائرات الخاصة بإخفاء بيانات رحلاتهم لأسباب تتعلق بالخصوصية. 

ومع ذلك، يرى سويني أن هناك وسائل متعددة يمكن أن تتيح له متابعة أنشطة الطائرات الخاصة، رغم الحظر المفروض. يطرح هذا الأمر تساؤلات حول كيفية تعامل الشركات الكبرى مثل ميتا مع المعلومات الخاصة وحماية حقوق الأفراد في العصر الرقمي.

يجسد هذا القرار التحديات التي تواجهها منصات التواصل الاجتماعي في موازنة حق الجمهور في المعرفة مع حقوق الأفراد في الخصوصية، فمن ناحية، يسعى الكثيرون لمتابعة أخبار المشاهير ونشاطاتهم، بينما من ناحية أخرى، ينظر إلى تتبع الطائرات الخاصة كأمر قد يعرض الأفراد لمخاطر غير متوقعة.

مع استمرار تطور التكنولوجيا وازدياد أهمية الخصوصية، يتعين على الشركات مثل ميتا وضع سياسات متوازنة تأخذ بعين الاعتبار حقوق الأفراد والاحتياجات المجتمعية. 

يبدو أن هذه القضية ستكون محط نقاش مستمر في الأوساط التقنية والقانونية، مما يعكس التطورات المتلاحقة في كيفية تعاملنا مع المعلومات الشخصية في العصر الرقمي.