الذكاء الاصطناعي في خدمة إمكانية الوصول.. كيف يغير حياة ذوي الاحتياجات الخاصة؟

في السنوات الأخيرة، أصبح للذكاء الاصطناعي دور بارز في تعزيز مزايا إمكانية الوصول، وخاصة بالنسبة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، الشركات الكبرى مثل آبل وجوجل قد طوّرت تقنيات مبتكرة تسهم بشكل كبير في تحسين تجربة الاستخدام لأفراد هذه الفئة، مما يسهل عليهم التعامل مع التكنولوجيا في حياتهم اليومية.

الذكاء الاصطناعي والتفاعل مع الأجهزة

من أبرز الأمثلة على استخدام الذكاء الاصطناعي في هذا المجال، ميزة "Live Speech" التي قدمتها آبل، هذه الميزة تسهم في مساعدة الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في النطق، حيث يمكنهم كتابة ما يريدون قوله، ومن ثم يقوم الجهاز بنطقه بصوت عالٍ. هذه الميزة تفتح أمامهم آفاقًا جديدة للتواصل، ما يجعلها خطوة كبيرة نحو تمكين الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة من التفاعل بسهولة مع العالم المحيط بهم.

أيضًا، تمكّن ميزة "Eye Tracking" التي أضافتها آبل إلى أجهزتها من التحكم في آيفون وآيباد باستخدام العين فقط. هذه الميزة تتيح للأشخاص الذين يواجهون صعوبات في الحركة، مثل المصابين بالشلل أو الأعطال الحركية، استخدام أجهزتهم بسلاسة أكبر، مما يحسن بشكل ملحوظ من مستوى حياتهم اليومية.

من جانب آخر، تعمل جوجل على استخدام الذكاء الاصطناعي في العديد من المزايا التي تساعد في تسهيل الحياة للأشخاص المكفوفين وضعاف البصر. 

أحد هذه الابتكارات هو "Guided Frame"، وهي ميزة تسهم في تحسين عملية التقاط الصور باستخدام هواتف Pixel. هذه الميزة تستخدم الصوت والإشارات اللمسية لإرشاد المستخدمين إلى الطريقة الصحيحة لالتقاط صور واضحة.

كما أطلقت جوجل ميزة "Lookout"، التي تقوم بتحديد الكائنات وتوفير أوصاف مفصلة للصور. من خلال هذه الميزة، يتمكن الأشخاص من الحصول على تفاصيل دقيقة عن محيطهم، مما يساعدهم في التنقل بسهولة وأمان أكبر في بيئاتهم المختلفة.

وفي خطوة أخرى مهمة، دخلت شركة OpenAI في شراكة مع تطبيق Be My Eyes لتطوير "Be My AI"، وهو تطبيق يقدم أوصافًا مفصلة لحظيًا لمحيط المستخدم. 

هذا التطبيق يقدم صوتًا مشابهًا لصوت الإنسان، مما يساعد الأشخاص ذوي الإعاقات البصرية على فهم البيئة المحيطة بهم بدقة أكبر، على سبيل المثال، يمكن للتطبيق إخطار المستخدم بما إذا كان ضوء التاكسي مضاءً أم لا، ويحدد مكان السائق بشكل دقيق.

تحسينات الذكاء الاصطناعي في تقنيات القراءة والتفاعل

تسعى جوجل وآبل إلى تحسين تقنيات قراءة محتوى الشاشة للأشخاص المكفوفين أو ضعاف البصر. من أبرز هذه التقنيات "VoiceOver" في آيفون و"TalkBack" في هواتف أندرويد، اللتان تستخدمان الذكاء الاصطناعي لقراءة المحتوى النصي بصوت عالٍ. 

في مايو الماضي، قدمت جوجل تحديثًا مهمًا على ميزة TalkBack، حيث أضافت نموذج الذكاء الاصطناعي "Gemini Nano"، الذي يتيح تقديم أوصاف أكثر تفصيلًا للصور، مثل وصف تصاميم الملابس أثناء التسوق عبر الإنترنت.

من جهة أخرى، تركز التقنيات الحديثة على تخصيص مزايا إمكانية الوصول بحيث تتناسب مع احتياجات المستخدمين. على سبيل المثال، توفر آبل ميزة "Personal Voice"، التي تسمح للأشخاص المعرضين لفقدان القدرة على النطق بتدريب النظام الصوتي على نطق عبارات معينة، مما يتيح لهم الحفاظ على صوتهم الخاص حتى في حال فقدان القدرة على التحدث، كما أطلقت جوجل تطبيق "Project Relate" الذي يساعد الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في النطق على تحسين تواصلهم مع الآخرين.

لا تقتصر فوائد الذكاء الاصطناعي على ذوي الاحتياجات الخاصة فقط، بل هي تفيد أيضًا الجمهور العام. العديد من الأشخاص أصبحوا يعتمدون على مزايا مثل الوضع الداكن الذي يسهم في تحسين قابلية القراءة، أو ميزة "التحويل من النص إلى كلام" التي تُستخدم في العديد من التطبيقات.

 أيضًا، أطلقت جوجل وChatGPT مزايا تتيح التفاعل الصوتي مع روبوتات الذكاء الاصطناعي، ما يجعل الوصول إلى المعلومات أسهل وأسرع لجميع المستخدمين.

كما أن التقدم في مجال السيارات الذاتية القيادة قد ساهم في تحسين الاستقلالية للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، تطبيق "Waymo One" لطلب سيارات الأجرة الذاتية القيادة أصبح يتيح للمكفوفين وضعاف البصر استخدام تقنيات مثل VoiceOver أو TalkBack للحصول على معلومات صوتية عن الاتجاهات والموقع، مما يسهل عليهم التنقل في المدينة بحرية أكبر.