هواوي تستعد لإطلاق رقاقة ذكاء اصطناعي جديدة رغم العقوبات الأمريكية

مراجعة : ياسين عبد العزيز

السبت، 23 نوفمبر 2024 12:11 م

رقاقة ذكاء اصطناعي

رقاقة ذكاء اصطناعي

تخطط شركة هواوي الصينية لإطلاق رقاقة ذكاء اصطناعي جديدة من فئة "Ascend 910C"، التي تُعتبر جزءًا من استراتيجيتها لتحدي القيود الأمريكية المفروضة عليها، وذلك في بداية العام 2025. 

تأتي هذه الخطوة وسط التحديات الكبيرة التي تواجهها الشركة بسبب العقوبات التجارية الأمريكية التي حرمتها من العديد من التقنيات المتقدمة اللازمة لإنتاج رقاقات متطورة. 

وفي الوقت ذاته، تسعى هواوي للاستفادة من هذه الرقاقة الجديدة لتكون منافسًا قويًا لمعالجات الشركات العالمية الكبرى مثل إنفيديا.

خطوة مهمة نحو استعادة القدرة التنافسية

وفقًا لتقرير وكالة رويترز، أرسلت هواوي بالفعل عينات من رقاقة "Ascend 910C" إلى عملائها الرئيسيين في قطاع التكنولوجيا، وقد بدأ العملاء في تقديم طلباتهم لهذه الرقاقة التي يُعتقد أنها ستكون خطوة محورية نحو تعزيز قدرة الشركة على منافسة المعالجات عالية الأداء في سوق الذكاء الاصطناعي. 

وعلى الرغم من التحديات التقنية والإنتاجية التي تواجهها، تُظهر الشركة إصرارًا كبيرًا على الحفاظ على مكانتها في السوق العالمية للرقاقات.

من المعروف أن الصين تواجه صعوبات كبيرة في تصنيع رقاقات أشباه الموصلات المتقدمة بسبب الحظر الأمريكي على التكنولوجيا الحيوية، بما في ذلك معدات تصنيع الرقاقات المتطورة، هذا الحظر قد أثر بشكل كبير على قدرة شركات مثل هواوي على إنتاج الرقاقات المتطورة التي تعتمد عليها في منتجاتها التقنية.

في ظل هذه التحديات، تتعاون هواوي مع شركة SMIC الصينية (شركة أشباه الموصلات الصينية) لإنتاج رقاقة "Ascend 910C"، حيث يتم استخدام عملية التصنيع N+2 لتطوير هذه الرقاقة، إلا أن هناك مشكلة كبيرة تتعلق بمعدل الإنتاج، حيث أظهرت التقارير أن معدل إنتاج هذه الرقاقة لا يتجاوز 20%، وهو بعيد للغاية عن المعدل المستهدف البالغ 70% الذي كان من المفترض أن تواكب به متطلبات الإنتاج التجاري. 

هذا العائق الإنتاجي لا يقتصر على هذه الرقاقة فقط، بل يشمل أيضًا رقاقات سابقة مثل "Ascend 910B"، التي كانت تحقق معدل إنتاج قدره 50%، مما تسبب في تأخيرات في تلبية احتياجات العملاء الرئيسيين مثل شركة بايت دانس (الشركة الأم لتطبيق تيك توك).

متحديةً العقوبات الأمريكية.. هواوي تستعد لإنتاج رقاقة ذكاء اصطناعي جديدة

تحديات إضافية بسبب القيود الأمريكية

القيود الأمريكية على شركات التكنولوجيا الصينية، مثل هواوي وSMIC، قد أثرت بشكل مباشر على الإنتاجية والكفاءة. فقد تم منع الشركات الصينية من الوصول إلى معدات إنتاج الرقاقات المتقدمة، مما قلل من قدرة الصين على المنافسة في هذا المجال التكنولوجي. ومع ذلك، لا يزال بإمكان هواوي الاعتماد على بعض الشركات المحلية مثل SMIC، رغم أن هذه الشركات تكبدت تكاليف إضافية تتراوح بين 30 إلى 50% مقارنة بالأسعار المعتادة في الأسواق العالمية.

محاولات هواوي للحصول على مساعدة من الشركات التايوانية مثل TSMC لم تكن مثمرة تمامًا، بسبب التشديدات الأمريكية على ضوابط تصدير الرقاقات المتقدمة. هذا الوضع يشير إلى أن هواوي ستظل في تحدٍ دائم لتوسيع قدرتها الإنتاجية وتحقيق الابتكار في مجال أشباه الموصلات.

عواقب القيود الأمريكية على مستقبل الصين التكنولوجي

يُتوقع أن تواصل الولايات المتحدة فرض المزيد من القيود على الصين في المجال التقني خلال السنوات القادمة، خصوصًا إذا تمكنت هواوي من تحقيق تقدم ملموس في تطوير رقاقات الذكاء الاصطناعي المتطورة. هذه القيود قد تؤثر سلبًا على قدرة الشركات الصينية على المنافسة في السوق العالمية، ولكنها أيضًا قد تدفع الشركات المحلية إلى تسريع خطواتها في الابتكار والتطوير التكنولوجي بشكل مستقل.

وفي الختام، تُعد هذه الرقاقة الجديدة جزءًا من خطة هواوي المستمرة لتحقيق استقلالية تكنولوجية رغم العقوبات الأمريكية المستمرة. إذا نجحت هواوي في تجاوز العقبات الإنتاجية، قد تُمهد هذه الرقاقة الطريق لانتعاش في قطاع الذكاء الاصطناعي، وهو ما يمكن أن يُغيّر التوازن في صناعة أشباه الموصلات العالمية.

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top