تسلا تستعد لإطلاق "Cybercab" وتبحث عن فريق تحكم بشري لدعم سيارات الأجرة الآلية

الجمعة، 29 نوفمبر 2024 09:52 ص

تسلا

تسلا

تواصل شركة تسلا، بقيادة إيلون ماسك، جهودها لتحقيق رؤيتها الطموحة في مجال القيادة الذاتية، حيث كشفت مؤخرًا عن خطط لإطلاق مركبات أجرة آلية بالكامل بحلول عام 2026، تحت مشروع جديد يحمل اسم "Cybercab". 

يُنظر إلى هذا المشروع كجزء من محاولات تسلا للمنافسة في السوق المتنامية للسيارات ذاتية القيادة، والتي تشهد تنافسًا شديدًا بين عمالقة التكنولوجيا وصناع السيارات.

التحديات وراء "القيادة الذاتية بالكامل"

رغم الوعود الكبيرة التي يقدمها ماسك حول تقنيات القيادة الذاتية، تشير تقارير حديثة إلى أن مفهوم "القيادة الذاتية بالكامل" قد يكون مبالغًا فيه إلى حد ما، فقد أظهرت مستندات وإعلانات وظائف أن الشركة تخطط لتشكيل فريق بشري متخصص لتوفير التحكم عن بُعد في سيارات الأجرة الآلية، ما يعكس اعترافًا ضمنيًا بأن التكنولوجيا ليست جاهزة للعمل بشكل مستقل تمامًا في جميع الظروف.

في إعلان وظيفي حديث، أوضحت تسلا أنها تبحث عن متخصصين لتشكيل فريق يعمل على التحكم عن بُعد في أسطولها القادم من سيارات الأجرة الآلية، وستُركز هذه الوظيفة على التعامل مع المواقف التي تتطلب تدخلاً بشريًا لحل المشكلات التقنية أو الميدانية التي قد تواجهها المركبات أثناء عملها.

بحسب الإعلان، ستستند آلية التحكم عن بُعد على منصات الواقع الافتراضي الحديثة، والتي تُمكّن العاملين من الانخراط بفعالية في تجربة القيادة الآلية، والتفاعل معها عند الحاجة. 

ستتيح هذه التقنية للمشغلين البشريين القدرة على التداخل مع السيارات الآلية في الوقت الحقيقي، وذلك لضمان الاستجابة السريعة في المواقف الطارئة أو الصعبة.

ومن المثير للاهتمام أن مركز العمليات عن بُعد يتطلب بنية تحتية لنقل البيانات تعتمد على تقنيات زمن استجابة منخفضة، مما يعكس الحاجة إلى أداء مستقر في ظل ظروف تشغيل متنوعة قد تشمل ضعف الإشارة أو التداخلات الأخرى.

تسلا تبحث عن فريق للتحكم عن بُعد في سيارات الأجرة الآلية ذاتية القيادة

 

تسلا ليست الشركة الوحيدة التي تعتمد على هذا النهج. شركات مثل كروز، التابعة لجنرال موتورز، ووييمو، المملوكة لجوجل، تستخدم بالفعل أنظمة تحكم عن بُعد لدعم مركباتها الذاتية القيادة. 

وأفادت التقارير أن سيارات الأجرة التابعة لكروز، على سبيل المثال، تواجه مشكلات تتطلب تدخلاً بشريًا كل 4 إلى 5 أميال، مما يشير إلى أن هذه التكنولوجيا لا تزال تعتمد بشكل كبير على التفاعل البشري.

على الجانب الآخر، تعتمد زوكس، التابعة لأمازون، نظامًا مشابهًا يدعم مركباتها بفرق بشرية تحل المشكلات التي تتجاوز قدرات الأنظمة الذاتية.

هذا النهج ليس جديدًا في مجال التكنولوجيا. فعلى الرغم من الإعلانات البراقة حول استقلالية الذكاء الاصطناعي، يعتمد كثير من هذه الأنظمة على القوى العاملة البشرية منخفضة التكلفة. 

وفي العام الماضي، كشفت تقارير أن جزءًا كبيرًا من عمل روبوت الدردشة ChatGPT، الذي طورته OpenAI، كان مدعومًا بجهود عمال بشريين يتقاضون أجورًا منخفضة نسبيًا.

مثل هذه الحالات تكشف واقعًا غير مُعلن: بينما تسعى الشركات لإظهار تقنياتها على أنها تعتمد بشكل كامل على الذكاء الاصطناعي، إلا أن العنصر البشري لا يزال جوهريًا لحل المشكلات وتحسين الأداء.

إن تحقيق "القيادة الذاتية بالكامل" لا يزال يواجه تحديات تقنية وتنظيمية كبيرة. ورغم التقدم المستمر، فإن الاعتماد على التحكم البشري عن بُعد يُظهر أن الذكاء الاصطناعي وحده لم يصل بعد إلى مستوى يسمح له بالتعامل مع جميع الظروف بشكل مستقل.

ومع ذلك، يُمكن أن يمثل مشروع Cybercab خطوة حاسمة نحو تطوير أنظمة أكثر كفاءة واستقلالية، إذا تمكنت تسلا من معالجة هذه التحديات ودمج أنظمة التحكم البشري بكفاءة مع تقنيات القيادة الذاتية، فقد تُحدث تحولًا في قطاع النقل الذاتي.

بينما تروج تسلا وغيرها لفكرة المركبات الذاتية التشغيل، تشير الحقائق إلى أن المستقبل القريب سيظل مزيجًا من الذكاء الاصطناعي والدعم البشري.

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top