حصاد 2024 | سباق الذكاء الاصطناعي.. من يسيطر على المشهد حتى الآن؟

مراجعة : ياسين عبد العزيز

السبت، 07 ديسمبر 2024 01:41 م

الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

مع انطلاقة عام 2024، لا يزال قطاع الذكاء الاصطناعي يشهد منافسة محتدمة بين عمالقة التكنولوجيا، إذ تتسابق الشركات الكبرى لتطوير تقنيات ذكاء اصطناعي توليدي متفوقة، وتوسيع إمكانياتها في هذا المجال الذي يعتبر حجر الزاوية للثورة الرقمية القادمة. 

ورغم أن هذا السباق يتضمن العديد من الأبعاد، فإنه يتركز بشكل رئيسي على ثلاثة: تطوير نماذج لغوية مبدعة، جذب الاستثمارات الضخمة لتوسيع البنية التحتية، ومواكبة احتياجات السوق المتزايدة. 

لكن، من يبرز اليوم في هذا السباق؟ ومن هي الشركة التي قد تتصدر قائمة الشركات الرائدة في هذا المجال بنهاية 2024؟ لنقم بتقييم الوضع الحالي، ورصد أبرز اللاعبين في هذا المشهد.

الشركات الكبرى في سباق الذكاء الاصطناعي

1. OpenAI: رائدة الميدان تواجه تحديات جديدة

تظل شركة OpenAI، التي أطلقت روبوت المحادثة الشهير ChatGPT، في مقدمة المنافسة على الرغم من بعض التحديات التي تواجهها، فمنذ إطلاقها النموذج اللغوي GPT-4 في 2023، كانت الشركة في قلب المشهد التقني، مستفيدة من النجاح الهائل الذي حققته منصتها ChatGPT، التي تضم أكثر من 300 مليون مستخدم نشط أسبوعيًا. 

لكن مع مرور الوقت، بدأت هذه الشركة في مواجهة تباطؤ في وتيرة الابتكار، حيث لا يزال نموذج GPT-4 هو الأحدث في المجموعة، دون قفزات نوعية تذكر في الإصدارات المقبلة. 

من جانب آخر، تواجه الشركة ضغوطًا متزايدة للتوسع في استخداماتها وتطويرها للذكاء الاصطناعي في مجالات متنوعة، الأمر الذي جعلها تبحث في مجالات أخرى مثل تحسين القدرات الصوتية في ChatGPT، مع تكثيف جهودها لاستكشاف الاستدلال الآلي.

فيما يتعلق بالاستثمارات، نجحت OpenAI في جذب تمويلات ضخمة بلغت 22 مليار دولار، ما يعكس ثقة الأسواق في قدرتها على الابتكار وتحقيق الربحية، كما تستفيد الشركة من شراكتها مع مايكروسوفت، التي توفر لها البنية التحتية السحابية اللازمة لتدريب وتشغيل نماذجها.

2. Anthropic: تزايد التأثير بسرعة

من الشركات التي انطلقت مؤخرًا في مجال الذكاء الاصطناعي، نجد أنثروبيك (Anthropic)، التي تأسست على يد مجموعة من الخبراء السابقين في OpenAI، مع التركيز على تطوير نماذج ذكاء اصطناعي آمنة وموثوقة. 

في غضون فترة زمنية قصيرة، استطاعت الشركة أن تجمع استثمارات ضخمة بلغ مجموعها 14 مليار دولار، مما مكنها من التوسع بسرعة في تطوير نماذجها اللغوية مثل "Claude 3.5". 

على الرغم من أن قاعدة مستخدمي نماذج Claude ما زالت أقل بكثير من ChatGPT، إلا أن الشركة تراهن على شراكات إستراتيجية مع عمالقة التكنولوجيا مثل أمازون وألفابت لتحقيق النمو والتوسع.

3. جوجل: عودة قوية مع Gemini

في حين كانت جوجل في موقف دفاعي بعد نجاح ChatGPT، لم تتأخر في الرد، أطلقت نموذجها اللغوي الكبير "Gemini"، الذي أثبت نفسه كأحد المنافسين الأقوياء لنماذج OpenAI وAnthropic. 

كما استفادت جوجل من استثماراتها السابقة في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل استحواذها على DeepMind في 2014، وقدرتها على دمج الذكاء الاصطناعي في مجموعة واسعة من تطبيقاتها، بدءًا من محرك البحث وصولًا إلى نظام التشغيل أندرويد. 

ومع قاعدة مستخدمين ضخمة، تسعى جوجل إلى الحفاظ على ريادتها من خلال تطوير منتجات وتقنيات موجهة نحو الأمان والموثوقية.

4. ميتا: الابتكار المفتوح في المنافسة

على الرغم من أن شركة ميتا قد تأخرت قليلًا في دخول سباق الذكاء الاصطناعي التوليدي، إلا أنها أثبتت قدرتها على المنافسة من خلال تبني نهج مختلف، يتمثل في تطوير نماذج لغوية مفتوحة المصدر مثل "Llama". 

ولم تنافس ميتا مباشرة في الحجم والقوة، لكنها ركزت على توفير نماذج أقل تكلفة وأكثر مرونة يمكن للمطورين استخدامها وتطويرها حسب احتياجاتهم الخاصة، وهذا النهج سمح لها بتوسيع نطاق انتشارها بين المطورين والشركات الصغيرة والمتوسطة، مما يعزز مكانتها في السوق.

حصاد 2024.. من يتصدر سباق الذكاء الاصطناعي حتى الآن؟

معايير المقارنة: من يسيطر على الأبعاد الثلاثة؟

النماذج اللغوية: تظل OpenAI في الصدارة، لكن المنافسة من Anthropic و Google تتزايد بقوة، في هذا المجال، تبرز قدرة نماذج Gemini من جوجل وClaude من Anthropic على تقديم حلول مبتكرة تتفوق أحيانًا على GPT-4.

العملاء: تفوق OpenAI في جذب المستخدمين لا يزال متفوقًا بفضل شراكتها مع مايكروسوفت، بينما تواصل جوجل توسيع قاعدة مستخدميها بفضل دمج تقنياتها في محرك البحث وأندرويد، أما ميتا، فلا تزال تستخدم منصاتها الاجتماعية الضخمة لاختبار تقنياتها.

البنية التحتية: تعتمد الشركات الكبرى على شراكات إستراتيجية مع مزودي الخدمات السحابية مثل أمازون ومايكروسوفت، بينما تركز ميتا على توسيع بنيتها التحتية لدعم خدماتها الخاصة.

التحديات القادمة في سباق الذكاء الاصطناعي

بينما تسعى الشركات الكبرى لتحقيق التميز التكنولوجي، يبقى الحصول على البيانات عالية الجودة أحد أكبر التحديات التي تواجهها، فالبيانات تمثل الوقود الذي يغذي نماذج الذكاء الاصطناعي، لكن القوانين الخاصة بحقوق النشر وحماية الخصوصية تفرض قيودًا كبيرة على استخدامها.

 أيضًا، لا يزال تحقيق الذكاء الاصطناعي العام هدفًا بعيد المنال، حيث تواجه الشركات صعوبات في تطوير نماذج قادرة على محاكاة الذكاء البشري بشكل كامل.

من يربح في 2024؟

حتى الآن، لا يمكن تحديد الفائز المطلق في سباق الذكاء الاصطناعي لعام 2024، نظرًا لتعدد الأبعاد المختلفة للمنافسة وتنوع التحديات التي تواجهها كل شركة، لكن من الواضح أن OpenAI، جوجل، وأنثروبيك هي الشركات التي تبرز في المشهد، وكل منها يقدم حلولًا مبتكرة تسهم في تطوير هذا المجال بشكل كبير.

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top