الأطفال بين الشاشات.. تحديات التربية الرقمية في عصر التكنولوجيا

مراجعة : ياسين عبد العزيز

السبت، 07 ديسمبر 2024 12:10 م

تربية الأطفال في العصر الرقمي

تربية الأطفال في العصر الرقمي

مع التطور السريع للتكنولوجيا، أصبح العالم الرقمي جزءًا لا يتجزأ من حياة الأطفال اليومية، ما يفرض تحديات جديدة على الأهل في محاولاتهم للحفاظ على توازن صحي بين استخدام الأجهزة الإلكترونية وتربية أطفالهم في ظل بيئة آمنة ومستدامة. 

في هذا السياق، تعاونت شركة كاسبرسكي مع مجلس الأمن السيبراني في دولة الإمارات لإصدار تقرير شامل بعنوان "نشأة الأطفال في ظل الإنترنت".

التقرير يستعرض الجوانب المختلفة لسلوك الأطفال عبر الإنترنت، بدءًا من الوقت الذي يقضونه أمام الشاشات وحتى التحديات النفسية والاجتماعية الناتجة عن ذلك، كما يقدّم نصائح عملية لمساعدة الأهل على التعامل مع الإدمان الرقمي والمخاطر السيبرانية.

التكنولوجيا وأثرها على الأطفال

أوضح التقرير أن 93% من الأسر الإماراتية توفر لأطفالها أجهزة إلكترونية لأغراض تعليمية، ولكن التحدي الأكبر يكمن في إدارة الوقت الذي يقضيه الأطفال باستخدام هذه الأجهزة، فقد أظهرت الدراسة أن 30% من الأهالي في الإمارات يواجهون نزاعات مع أطفالهم بسبب المدة الطويلة التي يقضونها أمام الشاشات، حيث أكد 64% من الأهالي أن هذا العامل هو السبب الأساسي للخلافات.

مع تقدم الأطفال في العمر، تزداد احتمالية إدمانهم للأجهزة الإلكترونية، مما دفع 92% من الأسر إلى تحديد وقت محدد لاستخدام هذه الأجهزة، هذا الإدمان الرقمي لا يقتصر على كونه تحديًا تنظيميًا فقط، بل له آثار نفسية خطيرة، إذ كشف التقرير أن 80% من الأطفال في الإمارات يشعرون بأنهم لا يستطيعون العيش بدون الأجهزة الإلكترونية، مما يخلق ارتباطًا مفرطًا قد يؤدي إلى مشاعر سلبية مثل الغضب والحزن والخوف عند عدم توفر هذه الأجهزة.

إلى جانب الإدمان الرقمي، يُعد التنمر الإلكتروني من أخطر التحديات التي يواجهها الأطفال عبر الإنترنت، أشار التقرير إلى أن 35% من الأهالي يدركون أن أطفالهم قد يكونون عرضة للتنمر الإلكتروني، بينما أكد 18% من الأطفال تعرضهم لهذه الممارسات بشكل مباشر، كما أشار 35% من الأطفال إلى أنهم شهدوا حالات تنمر طالت أصدقاءهم.

التنمر الإلكتروني يتجاوز الإساءات اللفظية، ليشمل نشر الشائعات، التشهير، والتهديد، مما يؤدي إلى تداعيات نفسية عميقة، أبرزها الاكتئاب والقلق، لذا، من المهم أن يتحدث الأهل مع أطفالهم بانتظام حول تجاربهم عبر الإنترنت، ويشجعوهم على الإبلاغ عن أي ممارسات غير مرغوبة.

ما وراء الشاشات.. أسرار تربية الأطفال في العصر الرقمي

يرتبط الإدمان الرقمي بزيادة المشاعر السلبية لدى الأطفال، حيث يشعر 45% منهم بالحزن الشديد عند نفاد بطارية هواتفهم، بينما يشعر 28% بالغضب و12% بالخوف، هذه الأرقام تعكس مدى تأثير الأجهزة الإلكترونية على الصحة النفسية للأطفال، مما يتطلب من الأهل تعزيز التفاعل الاجتماعي الحقيقي للحد من هذه المشاعر.

الدكتور محمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني الإماراتي، شدّد على ضرورة تخصيص وقت للتفاعل الحقيقي مع الأطفال بعيدًا عن العالم الافتراضي، حيث قال: "يمكن أن يكون العالم الحقيقي أكثر جاذبية إذا استثمر الأهل وقتهم في أنشطة مشتركة مع أطفالهم، مما يعزز الروابط الأسرية والاجتماعية".

في ظل هذه التحديات، يقدم التقرير مجموعة من النصائح العملية:

  1. التوازن بين الحياة الرقمية والواقعية: تحدث مع طفلك عن أهمية التفاعل الاجتماعي الواقعي وشاركهم أنشطة مميزة خارج نطاق الإنترنت.
  2. المراقبة والإدارة: استخدم تطبيقات مثل Kaspersky Safe Kids لمراقبة نشاط الأطفال عبر الإنترنت وتقييد وقت استخدام الأجهزة.
  3. أن تكون قدوة حسنة: حدد قواعد واضحة لاستخدام الأجهزة الإلكترونية في المنزل والتزم بها.
  4. التثقيف المستمر: ابقَ على اطلاع دائم بأحدث التوجهات في أمان الإنترنت والتطبيقات المفيدة التي تساهم في حماية أطفالك.

مع اقتراب الفصل الدراسي الثاني في الإمارات، يدعو التقرير إلى تعزيز وعي الأهل بشأن أهمية الإدارة الفعالة للوقت الذي يقضيه الأطفال عبر الإنترنت. 

ويظل تحقيق التوازن بين التكنولوجيا والواقع أحد أبرز التحديات في عصرنا، لكنه أمر ممكن من خلال تبني استراتيجيات واعية تعزز بيئة آمنة وصحية للنمو والتطور.

هذا التقرير يضع أمامنا صورة واضحة للتحديات والفرص التي يقدمها العالم الرقمي، ويؤكد أن تربية الأطفال في العصر الحديث تتطلب تكاتف الأهل والمجتمع لحمايتهم من المخاطر، ودعمهم لبناء علاقة إيجابية مع التكنولوجيا.

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top