أبل تستعد لإطلاق أول شريحة مودم مطورة داخليًا مع الجيل الجديد من iPhone SE 4

تعمل شركة أبل، الرائدة في عالم التكنولوجيا، على اتخاذ خطوة جديدة نحو الاستقلالية التقنية، حيث تستعد لإطلاق أول شريحة مودم مطورة داخليًا في هاتفها المنتظر iPhone SE 4، والمقرر إصداره خلال العام المقبل، خطوة تأتي تتويجًا لجهود استمرت خمس سنوات، تسعى فيها أبل إلى تقليل اعتمادها على الموردين الخارجيين مثل شركة كوالكوم.

خطوة نحو استقلال تقني شامل

بدأت أبل تطوير شريحة المودم الخاصة بها منذ حوالي خمس سنوات، وتأتي التسريبات الجديدة لتؤكد أن الجيل المقبل من هواتف iPhone SE سيشهد الظهور الأول لهذه الشريحة، ووفقًا لتقرير نشره المحلل التقني المعروف "مارك جورمان" عبر بلومبرج، فإن شريحة المودم سجلت تحت اسم رمزي Sinope.

ولن يتوقف الأمر عند هواتف iPhone SE 4، بل تتجه أبل إلى استخدام هذه الشريحة الجديدة أيضًا في بعض طرازات أجهزة iPad خلال العام نفسه، مما يبرز استراتيجيتها الشاملة لإدخال التقنية الجديدة إلى أكبر عدد ممكن من أجهزتها.

تكشف التقارير أن شريحة المودم المطورة لن تصل إلى مستوى الأداء المتقدم الذي تقدمه أحدث إصدارات كوالكوم، فعلى سبيل المثال، لن تدعم الشريحة شبكات الجيل الخامس فائقة السرعة mmWave 5G، وستركز بدلاً من ذلك على دعم شبكات Sub-6 GHz التي تعد أقل سرعة لكنها أكثر انتشارًا، كما تدعم الشريحة أربعة أجيال فقط في ناقل الخدمة، مقارنةً بالدعم المتميز الذي تقدمه شرائح كوالكوم ذات الستة أجيال.

ورغم هذه القيود، أظهرت الاختبارات أن شريحة أبل تستطيع تحقيق سرعة اتصال تصل إلى 4 جيجابت في الثانية، وهي أقل من السرعات التي توفرها كوالكوم، لكن الخبراء يتوقعون أن هذه الشريحة ستمنح أبل ميزة كبيرة من حيث خفض تكلفة الإنتاج، إلى جانب استهلاكها المنخفض للطاقة وكفاءتها في التكامل مع المعالج وأنظمة التشغيل الخاصة بالشركة.

تتميز الشريحة الجديدة بتصميم يضمن كفاءة أعلى في البحث عن الشبكات الخلوية وتحسين جودة الاتصال، كما تدعم الاتصال بالأقمار الصناعية، مما يوفر للمستخدمين إمكانية الوصول إلى خدمات اتصال إضافية في المناطق النائية.

وعلى مستوى الطاقة، يتوقع أن تكون الشريحة أقل استهلاكًا مقارنة بمثيلاتها من الموردين الخارجيين، وسيتم تصنيعها باستخدام عملية متطورة من قبل شركة TSMC، شريك أبل في تصنيع أشباه الموصلات، كما ستدعم الشريحة وضع التشغيل المتزامن لاثنتين من رقاقات SIM.

من ناحية التصميم، يتوقع أن يقدم iPhone SE 4 تغييرات كبيرة مقارنة بالإصدارات السابقة، سيأتي الهاتف بشاشة تمتد من الحافة إلى الحافة، وهو تصميم مستوحى من الفئات الأعلى في هواتف أبل، بالإضافة إلى ذلك، سيزود الجهاز بمنصة ذكاء اصطناعي جديدة تحت اسم Apple Intelligence، مما يعزز من قدراته التفاعلية مع المستخدمين.

على الرغم من أن شريحة المودم الجديدة قد لا تقدم أداءً مماثلاً لإصدارات كوالكوم الحالية، فإن أبل تسعى لتحقيق تقدم كبير في هذا المجال خلال السنوات القادمة. 

ووفقًا للتقارير، تعمل الشركة على تطوير إصدارات أكثر تطورًا من هذه الشريحة، مع خطط لإطلاقها بحلول عام 2026، حيث ستنافس حينها شرائح كوالكوم بشكل أكثر قوة.

يمثل اعتماد أبل على شريحة مودم مطورة داخليًا تطورًا استراتيجيًا سيعزز استقلاليتها التقنية ويقلل اعتمادها على الموردين الخارجيين، كما أن التكامل الأفضل بين العتاد والبرمجيات سيدعم تحسين الأداء الإجمالي للأجهزة وخفض تكاليف التصنيع.

تأتي هذه الخطوة في وقت تسعى فيه أبل إلى تعزيز مركزها في سوق الهواتف الذكية من خلال تقديم تقنيات مبتكرة تدعم كفاءتها التشغيلية وتضع معايير جديدة للابتكار في الصناعة.