الخميس، 24 أبريل 2025

03:42 ص

tru

فضيحة منصة FBC.. كيف استولت على 6 مليارات جنيه واختفت؟

منصة FBC

منصة FBC

ياسين عبد العزيز

A A

تصاعدت أزمة منصة FBC الإلكترونية، التي أوقعت آلاف المصريين ضحايا لعملية احتيال منظمة، بعدما جمعت نحو 6 مليارات جنيه من المستثمرين، قبل أن تغلق بشكل مفاجئ، تاركة وراءها خسائر مادية فادحة وشكاوى رسمية لا حصر لها. 

وفي ظل تصاعد الغضب الشعبي، يتكشف حجم الكارثة المالية التي تعرض لها المستخدمون، والذين كانوا يأملون في تحقيق أرباح سهلة عبر المنصة الرقمية.

بداية الخدعة

ظهرت منصة FBC خلال الأشهر الماضية كإحدى المنصات الاستثمارية التي تدّعي تحقيق أرباح طائلة لمستخدميها مقابل مبالغ مالية تبدأ من 720 جنيهًا كحد أدنى للاشتراك. 

واستقطبت المنصة آلاف المواطنين عبر أساليب ترويجية مغرية، أبرزها منح بعض المستخدمين أرباحًا صغيرة مقابل مشاهدة مقاطع الفيديو على يوتيوب، ما منحهم شعورًا زائفًا بالمصداقية، وشجعهم على ضخ مزيد من الأموال للاستفادة من الأرباح المتزايدة.

إلى جانب ذلك، روّجت المنصة لنفسها عبر فيديوهات دعائية، ظهر فيها شخص ملتحٍ يزعم أن FBC مرخصة رسميًا وتعمل بتنسيق مع جهات حكومية، في محاولة لكسب ثقة المستخدمين، كما استخدمت المنصة وسائل دفع إلكترونية متعددة، مثل المحافظ الرقمية، لجعل عمليات الإيداع والسحب أكثر سهولة.

حكايات الضحايا

مع انتشار المنصة بشكل واسع، أقبل العديد من المواطنين على استثمار أموالهم فيها، حتى أن بعضهم اضطر إلى بيع ممتلكاته أو اقتراض مبالغ ضخمة طمعًا في تحقيق أرباح مضاعفة، لكن الصدمة الكبرى جاءت عندما توقفت المنصة فجأة عن السماح للمستخدمين بسحب أموالهم، ليكتشف الجميع أنهم وقعوا ضحية لعملية احتيال ضخمة.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، عبّر آلاف المستخدمين عن غضبهم، ونشروا تجاربهم المريرة مع المنصة، فكتب أحد المستخدمين، خالد السيد، أنه استثمر مبلغًا ضخمًا كان قد اقترضه لتسديد أقساط هواتف محمولة اشتراها، فضلًا عن استخدامه الأموال لتغطية تكاليف جراحية ضرورية بعد تعرضه لحادث، لكنه وجد نفسه فجأة في مواجهة الإفلاس وعدم القدرة على استرداد أمواله.

كما كشفت مستخدمة أخرى، تدعى سارة المغربي، كيف تمكنت المنصة من الاحتيال على المستخدمين عبر مخطط دقيق، فبحسب روايتها، بدأت المنصة في 6 فبراير بالسماح بسحب الأرباح بشكل طبيعي، ثم قامت لاحقًا بزيادة العوائد لمستويات معينة، ما دفع العديد من المستخدمين إلى ضخ أموال جديدة بهدف الاستفادة من المكاسب المرتفعة، إلا أنه في 13 فبراير، بدأ المستخدمون يواجهون صعوبات في سحب أموالهم، ليُكتشف لاحقًا أن المنصة كانت قد أغلقت أبوابها واختفت دون أي إنذار.

تحذيرات وتقارير تكشف الخديعة

مع تزايد الشكاوى، حذر العديد من الخبراء والمحللين من أن منصة FBC ليست إلا تكرارًا لمخططات احتيالية سابقة، مثل منصة PHD التي استولت على ملايين الدنانير من المستثمرين في الأردن. 

كما كشف موقع BrokerChooser أن الشركة المرتبطة بمنصة FBC، والمسماة Different Choice Fbc Inc، غير خاضعة لأي هيئة تنظيمية مالية معترف بها، ما يجعل التعامل معها محفوفًا بالمخاطر.

في غضون ذلك، انتشرت تحذيرات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو المواطنين إلى تجنب الوقوع في مثل هذه الفخاخ الرقمية، خاصة أن بعض المستخدمين أشاروا إلى أن القائمين على منصة FBC بدأوا يروجون لطرق جديدة لاستعادة الأموال عبر طلب ودائع إضافية، وهو ما اعتبره الخبراء محاولة جديدة للاحتيال على المزيد من الضحايا.

تحقيقات رسمية ومطالب بالمحاسبة

نتيجة لتزايد أعداد الضحايا، تقدم عدد كبير من المواطنين في مختلف المحافظات المصرية ببلاغات رسمية إلى السلطات، مطالبين بالتحقيق في الواقعة وملاحقة المسؤولين عن المنصة. 

وأكد بعض المحامين أن مثل هذه الجرائم تندرج تحت "الاحتيال المالي الإلكتروني"، والتي قد تصل عقوبتها إلى السجن والغرامات المالية الباهظة.

ويواجه قطاع الاستثمار الرقمي في مصر تحديات كبيرة بسبب غياب التنظيم الصارم والرقابة الفعالة على المنصات الإلكترونية التي تدّعي تحقيق أرباح غير واقعية، لذا، يطالب الخبراء بضرورة اتخاذ إجراءات مشددة لحماية المستثمرين وضمان عدم تكرار مثل هذه الكوارث المالية.

هل تكون FBC نهاية الاحتيال أم بداية لموجة جديدة؟

في الوقت الذي يحاول فيه الضحايا استيعاب خسائرهم الفادحة، يبقى السؤال الأهم: هل ستكون FBC آخر منصة احتيالية من هذا النوع، أم أن هناك منصات جديدة ستظهر في المستقبل مستغلة طمع البعض في تحقيق أرباح سريعة دون وعي بالمخاطر؟ المؤكد حتى الآن هو أن الآلاف فقدوا أموالهم، وأن مثل هذه العمليات الاحتيالية ستظل قائمة ما لم يتم تشديد الرقابة وتوعية المواطنين بمخاطر الاستثمار غير المدروس في العالم الرقمي.

لمتابعة صفحة موبايل نيوز على فيسبوك اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

search

أكثر الكلمات انتشاراً