خسائر متصاعدة.. كيف تؤثر رسوم ترامب على مستقبل السوق التقنية؟

ترامب
ياسين عبد العزيز
دخلت رسوم ترامب الجمركية حيز التنفيذ في مشهد أحدث هزة عنيفة في الاقتصاد العالمي وأعاد إلى الأذهان أزمات كبرى مثل فقاعة الدوت كوم وأزمة 2008 والانكماش الذي صاحب جائحة كورونا حيث خسرت أسواق المال تريليونات الدولارات وامتد التأثير إلى مختلف القطاعات وفي مقدمتها الشركات التقنية.
الشركات التقنية الكبرى في الولايات المتحدة تكبّدت خسائر فادحة وتقدّر الخسائر الإجمالية لما يُعرف بـ Magnificent Seven بأكثر من تريليوني دولار وتشمل هذه الشركات آبل وأمازون وغوغل ومايكروسوفت وإنفيديا وميتا وتسلا.
شركة آبل وحدها سجلت أكثر من 770 مليار دولار من الخسائر منذ إعلان الرسوم مطلع أبريل وتُعد أكثر الشركات تأثرًا نظرًا لاعتمادها الكبير على التصنيع في الصين والدول الآسيوية الأخرى وغياب بدائل تصنيع مؤهلة في الولايات المتحدة.
ارتفاع أسعار آيفون
المحلل جيف بو من GF Securities رجّح أن تتخذ آبل أحد خيارين للرد على الرسوم الجمركية إما رفع أسعار هواتفها بنسبة 3 إلى 6% على مستوى العالم أو بنسبة أكبر داخل السوق الأمريكية قد تصل إلى 19% ورجّح أن آبل ستتحمل معظم التكاليف لتفادي خسارة عملائها أو تقليص الطلب على هواتفها.
مخاوف السوق تعزّزت بعد تقديرات مبالغة توقعت أن يصل سعر آيفون إلى 2300 دولار غير أن آبل تملك القدرة المالية لامتصاص التكاليف الجديدة دون رفع كبير في الأسعار وهي تفضل الحفاظ على حصتها السوقية أمام منافسين مثل سامسونغ وشركات صينية قادرة على تحمّل الخسائر مرحليًا لتوسيع قاعدتها.
محللو JPMorgan توقعوا زيادة عالمية في أسعار منتجات آبل بنسبة 6% أما باركليز فحذّر من أن رفض آبل رفع الأسعار قد يؤدي إلى تراجع أرباح أسهمها بنسبة 15% وهذا يُفسّر الضغوط الكبيرة التي تواجهها الشركة في إدارة استراتيجيتها التسويقية والتصنيعية.
قفزة سعرية محتملة
بنك UBS قدّر أن يؤدي تطبيق الرسوم إلى زيادة سعر آيفون 16 برو ماكس بنحو 350 دولار ليصل إلى 1549 دولار داخل السوق الأمريكية بينما سيرتفع آيفون 16 برو بمقدار 120 دولار فقط في حال جرى تصنيعه في الهند ما يسلط الضوء على الفوارق بين مراكز الإنتاج وتأثير الرسوم في كل منها.

المفارقة أن خطوة التصنيع خارج الصين لم تثبت فاعليتها الكاملة لأن الرسوم تطال دولًا أخرى كالهند وفيتنام وتايلاند وإن بنسبة أقل مما يُقلص الخيارات المتاحة أمام آبل ويجعلها عالقة بين رسوم التصنيع وضرورة الحفاظ على الأسعار.
محللو مورغان ستانلي قدّروا خسائر آبل المحتملة بنحو 34 مليار دولار سنويًا في حال استمرار الوضع على حاله وأكدوا أن ميزة التصنيع في دول صديقة تفقد جدواها في ظل الرسوم الشاملة التي تطبقها إدارة ترامب.
وفي حال قررت آبل تصنيع أجهزتها في الولايات المتحدة فإن الكلفة سترتفع بشكل دراماتيكي إذ يتوقع المحلل دان آيفز أن يصل سعر الهاتف إلى 3500 دولار وهو رقم يجعل المنتج خارج نطاق قدرة شريحة واسعة من المستهلكين.
ضغوط رئاسية
الرئيس ترامب لا يُخفي رغبته في أن تنتقل آبل إلى التصنيع داخل البلاد وتزامنت تصريحاته مع إعلان آبل عن ضخ 500 مليار دولار في استثمارات أمريكية خلال الفترة المقبلة ما فسّره البعض على أنه خطوة في هذا الاتجاه.
المتحدثة باسم البيت الأبيض أكدت أن ترامب يرى إمكانية واقعية لنقل التصنيع محليًا في وقتٍ كانت آبل قد شددت مرارًا على استحالة تنفيذ ذلك بسبب نقص الكفاءات والبنية التحتية داخل الولايات المتحدة.
ستيف جوبز وتيم كوك أعلنا سابقًا أن الولايات المتحدة لا تملك عددًا كافيًا من المهندسين المدرّبين لتلبية متطلبات التصنيع الدقيقة المطلوبة في مصانع آبل مقارنة بالصين التي تتميز بوفرة بشرية ومهارات عالية وتخصص متقدم.
تصريحات كوك عام 2017 دعمت هذا التوجه حين أكد أن كلفة الصين لم تعد منخفضة لكنها لا تزال تتفوّق في القدرات الإنتاجية وهو ما يجعلها الخيار الأفضل رغم القيود المفروضة عليها حاليًا.
الغموض لا يزال سيد الموقف في ما يتعلق بمستقبل أسعار الأجهزة التقنية والقدرة الشرائية للمستهلكين والشركات التقنية على حد سواء في ظل غياب رؤية اقتصادية واضحة من إدارة ترامب التي تعتمد سياسات تصعيدية يصعب التنبؤ بمآلاتها.
أخبار ذات صلة
أحدث الموبايلات
-
Apple iPhone 13 Pro Max
-
Xiaomi Redmi Note 11
-
Samsung Galaxy A52s
-
OPPO Reno6 Pro 5G
-
realme GT2 Pro
-
vivo Y19
-
Honor 50 Pro
-
Huawei Nova 9
-
Nokia 8.3 5G
هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟
-
نعم
-
لا
-
غير مهتم
أكثر الكلمات انتشاراً