تخبط داخلي في آبل يعرقل تطوير "سيري" الذكي

سيري

ياسين عبد العزيز

A A

تواجه شركة آبل تحديات حقيقية في تطوير مشروعها الذكي "سيري" بعد سلسلة من الخلافات الداخلية التي أدت إلى فشل الطموحات في هذا المجال.

أحدث التقارير كشفت عن سلسلة من الاضطرابات التقنية والإدارية التي تعرقل تقدم المشروع، ما أثر سلبًا على خطط الشركة في تحسين قدرات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.

مخاوف من انهيار المشروع

ذكرت مصادر من داخل الشركة أن آبل كانت قد وضعت خطة طموحة تشمل تطوير نموذجين للغة الخاصة بـ"سيري" أحدهما صغير يعمل محليًا في هواتف آيفون، والآخر كبير يعمل عبر السحابة، لكن، وبسبب التراجع المستمر في الاستراتيجيات وتغير التوجهات، تم الاستقرار على تطوير نموذج واحد ضخم، قبل أن تظهر تخبطات أخرى أدت إلى حالة من الإحباط بين المهندسين ودفع بعضهم إلى مغادرة الشركة.

خلافات مهنية داخل فرق سيري

ما زاد الطين بلة هو الخلافات الشخصية داخل فرق العمل المختلفة، إلى جانب الثقافة الإدارية الضعيفة التي سادت في قسم الذكاء الاصطناعي.

وبحسب موظفين سابقين، كانت مجموعة "سيري" داخل الشركة تُعرف باسم "AIMLess" في إشارة إلى فقدان التوجه، ما يدل على حالة من الارتباك داخل الفريق، وأضاف بعضهم أن هذا الوضع نتج عن الفروقات الواضحة في الرواتب والترقيات بين أعضاء الفريق.

مديرو سيري يتخذون مواقف متباينة

على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها "سيري"، كانت لدى بعض المدراء في آبل رؤية مختلفة، على سبيل المثال، كان جون جياناندريا، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في آبل، مقتنعًا بأنه يمكن تحسين سيري من خلال تدريب أفضل ونماذج أدق لاستخلاص البيانات، ومع ذلك، لم يهتم بإطلاق ChatGPT في عام 2022 معتبرًا إياه غير مهم.

في المقابل، كان روبي ووكر، مدير سيري، يركز على تحسينات صغيرة مثل تقليص زمن الاستجابة، وأبرز مشاريعه كان إزالة كلمة "Hey" من أمر "Hey Siri".

التخبط يؤدي إلى تقديم مزايا غير حقيقية

في مؤتمر WWDC 2024، عرضت آبل ما اعتُبر مزايا متقدمة لـ Apple Intelligence، مثل قدرة سيري على تحليل البريد الإلكتروني وتذكير المستخدمين بمواعيد مهمة.

ومع ذلك، كانت هذه المزايا مجرد عروض تجريبية ولم تكن جاهزة للاستخدام الفعلي، ما فاجأ حتى بعض أعضاء الفريق نفسه، يعتبر هذا العرض غير الواقعي خروجًا عن سياسة آبل التي كانت تحرص دائمًا على تقديم تقنيات جاهزة للاختبار والنشر.

آمال في استعادة التوجه مع قيادة جديدة

رغم هذه الفوضى، ما زال هناك أمل في تحسين "سيري"، مع تعيين مايك روكويل رئيسًا جديدًا لقسم سيري، وفي ظل التوجيهات من كريغ فيديريغي، رئيس قسم هندسة البرمجيات، يبدو أن آبل تعتزم إعادة توجيه الفريق نحو مسار أكثر استقرارًا.

ويقال إن الشركة ستستخدم نماذج مفتوحة المصدر من شركات أخرى لتطوير تقنيات أفضل بدلاً من الاعتماد فقط على تقنيات آبل الداخلية.