الذكاء الاصطناعي بين الخوف والواقع.. من المسؤول؟

الذكاء الاصطناعي
ياسين عبد العزيز
في عام 2014، أطلق ستيفن هوكينج تحذيرًا بشأن الذكاء الاصطناعي، لم يكن يخشى نوايا خبيثة للآلة، بل حذر من لحظة يتجاوز فيها الذكاء الاصطناعي قدرة الإنسان ويدخل مرحلة التفرد، عندها، تتطور الآلة ذاتيًا، وتصبح خارجة عن السيطرة، وحذر هوكينج من أن ذكاء خارقًا قد يحقق أهدافه بكفاءة مدمرة، إن لم تتوافق مع أهداف البشر.
توسع النقاش
مع تطور الذكاء الاصطناعي العام، انضم إلى هوكينج مفكرون وعلماء بارزون، وعبّروا عن قلقهم من المخاطر الوجودية والأخلاقية والاجتماعية لهذه التقنية، ولم يعد النقاش مقتصرًا على نظريات علمية، بل امتد إلى كل مجتمع يستخدم هذه الأنظمة.
سيناريوهات الخوف
يدور الخوف من الذكاء الاصطناعي حول مسارين رئيسيين:
السيطرة العسكرية: تصوره أفلام مثل The Terminator، حيث تستولي الآلة على الأنظمة القتالية وتطلق حربًا ضد البشر.
البطالة الجماعية: حيث تحل الآلة محل البشر في وظائف كثيرة، فينتج عن ذلك أزمة اقتصادية وفقدان المعنى المهني.
خلفية ثقافية
هذه المخاوف ليست جديدة. ظهرت في أدب وسينما القرن العشرين، حيث تمردت الروبوتات على البشر كما في مسرحية "روبوتات روسوم العالمية" عام 1920.
لاحقًا، ظهرت نفس الفكرة في فيلم "متروبوليس" عام 1927، وفيلم "2001: أوديسا الفضاء"، وسلسلة "ذا ماتريكس".
تطورت الصورة من روبوت ميكانيكي إلى شبكات ذكاء اصطناعي تسيطر على العالم الرقمي، تعكس هذه الأعمال قلق الإنسان من فقدان السيطرة على ما يصنعه.
التركيز المشوش
لكن بعض الباحثين يشيرون إلى أن هذا الخوف المبالغ فيه من الآلة يضللنا، فبدلًا من تحليل تأثير التقنية كما هي، نستغرق في خيالات نهاية العالم، هذا الانشغال قد يبعدنا عن مواجهة مخاطر حقيقية تحدث اليوم.
الفاعل الحقيقي
من يوجه الذكاء الاصطناعي؟ الشركات الكبرى والتكتلات التكنولوجية تمتلك التمويل والتأثير، تستخدم الذكاء الاصطناعي لاحتكار الأسواق وتحقيق أرباح ضخمة.
وتستغل بيانات المستخدمين، وتتجاهل حقوق المؤلفين في تدريب النماذج، في الفصول الدراسية، تُستخدم أنظمة ذكاء اصطناعي لمراقبة سلوك الطلاب.
وفي العلاقات الإنسانية، يتطور نوع جديد من العلاقات العاطفية مع أنظمة الذكاء الاصطناعي، بما يهدد مفاهيم الأسرة والهوية.

تسويق الرغبة
في كتاب "Robot Futures"، يحذر إيلا نوربخش من استخدام الذكاء الاصطناعي لتشكيل الرغبات البشرية ثم إعادة بيعها في منتجات استهلاكية، هذه الآلية تخلق حلقة استهلاك مغلقة يتحكم فيها النظام الذكي بالسلوك البشري، ويستغل نقاط ضعفه.
توظيف عسكري
القلق لا يتوقف عند الاستهلاك، إذ تُستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي اليوم في عمليات عسكرية وأمنية، منها المراقبة، والتعرف على الوجوه، والاستهداف الآلي، تتحول الخوارزميات إلى أدوات قتل تحت غطاء القانون.
من يصنع الآلة؟
الذكاء الاصطناعي لا يقرر مصيره، البشر هم من يصنعون ويبرمجون ويوجهون، هم من يختارون أهداف التقنية ومجالات استخدامها، ولذلك، تكمن الخطورة الحقيقية في الدوافع البشرية وليس في الآلة نفسها.
الواجب الأخلاقي
بدلًا من الخوف من سيناريوهات خيالية، يجب توجيه الذكاء الاصطناعي نحو أهداف عادلة وإنسانية، التقنية يمكن أن تحسن الصحة، وتدعم العدالة، وتزيد الإنتاج، وتساعد على حل مشكلات كبرى مثل الفقر وتغير المناخ، لكن هذا يتطلب وعيًا، ومساءلة أخلاقية، ورقابة مجتمعية.
نهاية السؤال
المستقبل لا تصنعه الأنظمة الذكية، بل البشر الذين يصممونها، فهل نستخدم الذكاء الاصطناعي كأداة بناء أم وسيلة هيمنة؟ وهل نخاف الآلة لأنها متفوقة، أم نخاف أنفسنا لأنها عاجزة عن التوجيه؟
أخبار ذات صلة
أحدث الموبايلات
-
Apple iPhone 13 Pro Max
-
Xiaomi Redmi Note 11
-
Samsung Galaxy A52s
-
OPPO Reno6 Pro 5G
-
realme GT2 Pro
-
vivo Y19
-
Honor 50 Pro
-
Huawei Nova 9
-
Nokia 8.3 5G
هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟
-
نعم
-
لا
-
غير مهتم
أكثر الكلمات انتشاراً