الأربعاء، 23 أبريل 2025

07:26 م

tru

OpenAI تمهّد لدخول عالم التواصل الاجتماعي بمشروع ينافس منصة إكس

سام ألتمان

سام ألتمان

ياسين عبد العزيز

A A

بدأت شركة OpenAI في تطوير مشروع جديد يتمحور حول إنشاء شبكة اجتماعية تشبه إلى حد كبير منصة إكس (المعروفة سابقًا باسم تويتر)، وفقًا لتقرير نشره موقع The Verge، في خطوة تفتح الباب واسعًا أمام توسع الشركة خارج إطار الذكاء الاصطناعي التقليدي، وخصوصًا في ظل اشتداد المنافسة مع شخصيات بارزة مثل إيلون ماسك.

مشروع أولي

ويشير التقرير إلى أن OpenAI تعمل حاليًا على نموذج أولي داخلي يضيف ما يُعرف بـ"الخلاصة الاجتماعية" إلى تطبيق ChatGPT، مما قد يدل على نية الشركة دمج الشبكة الاجتماعية الجديدة داخل منصتها الرئيسية، وليس تقديمها كتطبيق مستقل. 

ويبدو أن هذه التجربة لا تزال في مراحلها الأولى، حيث بدأ سام ألتمان، المدير التنفيذي للشركة، بجمع آراء وملاحظات من خارج الشركة حول طبيعة المشروع واستخداماته المحتملة.

ويُرجّح أن تسعى OpenAI من خلال هذه الخطوة إلى تعزيز قدراتها في جمع البيانات من المستخدمين بشكل مباشر، بهدف تدريب نماذجها اللغوية بفعالية أكبر، مع التركيز على التفاعل البشري الحقيقي وتحليل السلوكيات الاجتماعية عبر النصوص والمحتوى المشترك.

أهداف استراتيجية

ولا تقتصر أهداف المشروع الجديد على الجوانب التقنية فقط، بل تمتد لتشمل تنويع مصادر دخل الشركة وتوسيع نطاق حضورها في السوق، حيث إن دخول مجال الشبكات الاجتماعية من شأنه أن يمنح OpenAI قاعدة بيانات واسعة ومستمرة، ويفتح أمامها مجالات جديدة للإعلانات والخدمات المدفوعة، بالإضافة إلى فرص الابتكار في تجربة المستخدم من خلال أدوات الذكاء الاصطناعي المتكاملة.

توتر متصاعد

ومع أن المشروع لا يزال غير مؤكد من حيث موعد الإطلاق أو شكله النهائي، إلا أن المؤشرات الأولية تؤكد احتمال إثارة غضب إيلون ماسك، مالك منصة إكس، وخصوصًا في ظل الخلافات العلنية والمتصاعدة بينه وبين OpenAI منذ انفصاله عنها. 

وقد ازدادت حدة الخلاف بعد أن رفضت OpenAI عرضًا تقدم به ماسك لشراء الشركة، في وقتٍ رد فيه سام ألتمان باقتراح مثير للجدل يقضي بشراء تويتر مقابل 9.7 مليارات دولار فقط، وهو مبلغ يقل بأكثر من أربعة أضعاف عن السعر الذي دفعه ماسك سابقًا.

ولم يكتف ألتمان بذلك، بل استخدم في تصريحاته اسم "تويتر" عوضًا عن "إكس"، في إشارة واضحة إلى رفضه الاعتراف بالهوية الجديدة للمنصة، ما اعتبره البعض استفزازًا مباشرًا.

نزاع قانوني

وتطورت الخلافات إلى ساحة القضاء، إذ رفعت OpenAI مؤخرًا دعوى مضادة ضد ماسك، متهمةً إياه بالتحريض ضدها عبر حملة تشويه إعلامية على منصة إكس، وبـ"ادعاءات قانونية تعسفية" ومحاولة "وهمية" للاستحواذ على أصول الشركة. 

كما نشرت OpenAI رسائل بريد إلكتروني تعود إلى فترة وجود ماسك داخل الشركة، تؤكد أنه اقترح حينها دمج OpenAI في شركة تسلا، وسعى للحصول على حصة الأغلبية في الشركة، والسيطرة على مجلس إدارتها، إلى جانب توليه منصب المدير التنفيذي.

وغادر ماسك OpenAI عام 2018، ليؤسس بعدها شركته الجديدة xAI، والتي قامت مؤخرًا بالاستحواذ على منصة إكس في صفقة وصفتها التقارير بأنها "غامضة ومثيرة للجدل"، ما يضيف مزيدًا من الغموض حول طبيعة الصراع بين الطرفين ومستقبل المنافسة المحتدمة.

ملامح التحول

وتؤكد هذه الخطوة من OpenAI أن الشركة لم تعد تكتفي بتقديم نموذج ChatGPT كأداة حوار ذكية فقط، بل تسعى لتصبح لاعبًا رئيسيًا في فضاء المحتوى والتفاعل الرقمي، وخصوصًا بعد النجاحات الأخيرة التي حققتها في مجالات البرمجيات والواجهات التفاعلية. 

كما أن التوجه نحو دمج الخصائص الاجتماعية في أدوات الذكاء الاصطناعي قد يغير شكل تجربة المستخدم جذريًا، ويؤسس لمنصات جديدة تجمع بين التواصل والمعالجة الذكية للبيانات.

search

أكثر الكلمات انتشاراً