الأربعاء، 23 أبريل 2025

07:23 م

tru

باحثون يحذرون من اختراق الحمض النووي البشري ويكشفون عن ثغرات أمنية خطيرة

الحمض النووي البشري

الحمض النووي البشري

ياسين عبد العزيز

A A

أفادت دراسة جديدة نشرت في مجلة IEEE Access بوجود ثغرات أمنية خطيرة في تقنية “تسلسل الحمض النووي من الجيل الجديد NGS”، وهي تقنية أساسية في مجال الطب الدقيق وأبحاث السرطان.

 هذه التقنية، التي تعد من الركائز الرئيسية لتحليل الحمض النووي (DNA) والحمض النووي الريبي (RNA)، تشهد تطورًا مستمرًا في استخدامها، مما يعزز الحاجة إلى الحماية ضد التهديدات المتزايدة في مجال البيانات الجينية.

التقنية الحديثة

تعتمد تقنية NGS على تسلسل الحمض النووي بسرعة ودقة وبأقل التكاليف مقارنة بالطرق التقليدية، توفر هذه التقنية إمكانية تحسين الأدوية وفهم التغيرات الجينية المرتبطة بالأمراض مثل السرطان، ورصد الطفرات الفيروسية، وتحقيقات الطب الشرعي، وتحسين الزراعة. 

وبالرغم من تلك الفوائد، فإن الأجهزة المتطورة والأنظمة البرمجية التي تعتمد عليها تجعلها هدفًا محتملاً للهجمات الإلكترونية، التي قد تؤدي إلى تهديدات بيولوجية أو سرقة البيانات الجينية الحساسة.

المخاطر المحتملة

أشارت الدراسة إلى تهديدات متنوعة قد تؤثر بشكل كبير في أمن البيانات الجينية، مثل البرمجيات الخبيثة المشفرة التي قد تدمج في الحمض النووي الصناعي، أو التلاعب بالبيانات الجينومية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. 

بالإضافة إلى ذلك، يمكن استغلال البيانات الجينية للكشف عن هوية الأفراد، مما يزيد من مخاطر الخصوصية.

وأكدت الباحثة الرئيسية في الدراسة، الدكتورة نسرين أنجم، من كلية الحوسبة في جامعة بورتسموث البريطانية، أن حماية البيانات الجينومية لا تقتصر على تشفيرها فقط، بل تتطلب استعدادًا لهجمات غير مسبوقة، ودعت إلى تغييرات جذرية في طرق تأمين الطب الدقيق وحمايته من هذه التهديدات.

 ولفتت الأنظار إلى ضرورة استخدام تقنيات حديثة لمراقبة الأنشطة غير المعتادة وتطوير طرق تسلسل آمنة.

التعاون الدولي

شارك في إعداد الدراسة عدد من الباحثين من جامعات متعددة، مثل جامعة أنجليا روسكين البريطانية، وجامعة نجران السعودية، وجامعة “الشهيدة بينظير بوتو للنساء” الباكستانية. 

وقد أظهرت الدراسة ضرورة التعاون بين مجالات الحوسبة والتكنولوجيا الحيوية والأمن السيبراني، حيث أن الخبراء في هذه المجالات غالبًا ما يعملون بشكل منفصل، مما يعرض البيانات الجينومية لخطر الهجمات المتطورة.

دور الذكاء الاصطناعي

أثارت الدراسة تساؤلات حول دور الذكاء الاصطناعي في مواجهة هذه التهديدات، إذ يمكن أن يساعد في تطوير أدوات متقدمة للكشف عن الهجمات الإلكترونية وحماية البيانات الجينية، ولكنه أيضًا قد يُستغل من قبل الجهات الخبيثة لتطوير أساليب تهديد جديدة.

التدابير العاجلة

دعت الدراسة إلى ضرورة اتخاذ تدابير عاجلة لتعزيز الأمن السيبراني في مجال الجينوم، وأشارت إلى أن هذه التدابير يجب أن تشمل تحسين أساليب تسلسل الحمض النووي، وتخزين البيانات المشفرة، واستخدام الذكاء الاصطناعي في مراقبة الأنشطة غير المعتادة، كما أكدت على ضرورة تحسين التعاون بين مختلف التخصصات لضمان حماية البيانات الجينية.

التداعيات المستقبلية

في حال عدم التصدي لهذه التهديدات بشكل سريع، فإن البيانات الجينومية قد تُستغل في أنشطة رقابية أو تمييزية أو حتى إرهابية بيولوجية، وهو ما قد يؤدي إلى تأثيرات خطيرة على الأفراد والمجتمعات.

 وحذر الباحثون من أن الحماية الحالية ليست كافية، وأنه يجب معالجة الثغرات الأمنية الحرجة في الأمن البيولوجي العالمي.

search

أكثر الكلمات انتشاراً