الخميس، 24 أبريل 2025

06:25 ص

tru

صراع أنظمة.. ميتا تمنع ميزات Apple الذكية من واتساب وإنستجرام

ميتا

ميتا

ياسين عبد العزيز

A A

منعت شركة ميتا ميزات Apple Intelligence الجديدة من العمل داخل تطبيقاتها الأساسية على أجهزة آيفون، وبهذا القرار أصبحت أدوات مثل Genmoji ومساعد الكتابة الذكية وMemoji غير فعالة داخل واتساب وفيسبوك وإنستجرام وتطبيق Threads، بينما لا تزال تعمل بشكل طبيعي في تطبيقات Apple الرسمية وتطبيقات الطرف الثالث الأخرى.

وجاء الحظر عقب إطلاق Apple تحديث iOS 18.1 الذي حمل في طياته حزمة من أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، إذ لاحظ المستخدمون غياب هذه الميزات داخل تطبيقات ميتا دون إعلان رسمي من الطرفين، وظهر ذلك في غياب أدوات التخصيص الذكي والكتابة التلقائية داخل تطبيقات الشركة، وهو ما أثار تساؤلات حول الخلفية الحقيقية لهذا الانقطاع.

خلاف تقني

تشير تقارير تقنية إلى أن هذا الإجراء لم يكن مجرد صدفة، بل يمثل خطوة محسوبة ضمن استراتيجية ميتا لتعزيز استقلالية نظامها في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تعمل الشركة منذ أشهر على توسيع قدرات منصة Meta AI الخاصة بها التي تتضمن نماذج لغوية مساعدة وأدوات إنتاج محتوى تعتمد على الذكاء الاصطناعي، واعتبرت الشركة أن دمج أدوات Apple داخل منصاتها قد يقوّي منافسًا مباشرًا ويؤثر على فرصها في هذا السوق.

وتشير المصادر إلى أن محادثات جرت في وقت سابق بين ميتا وآبل بشأن إمكانية دمج نموذج Llama المطور من قبل ميتا داخل Apple Intelligence، إلا أن الخلاف حول سياسات الخصوصية أنهى المفاوضات، حيث رفضت آبل اعتماد نموذج ميتا بسبب تحفظاتها على تعامل الأخيرة مع بيانات المستخدمين.

صراع خصوصية

يعود جوهر الخلاف بين الطرفين إلى فلسفة مختلفة في إدارة بيانات المستخدم، حيث تشتهر آبل بسياستها الصارمة في حماية الخصوصية، بينما تواجه ميتا انتقادات مستمرة بشأن ممارساتها في جمع البيانات، ويمثل هذا التباين أحد الأسباب التي دفعت آبل إلى رفض التعاون في مشاريع ذكاء اصطناعي تتضمن مشاركة البيانات أو تخزينها خارج أجهزتها.

وهذا ما دفع ميتا إلى اتخاذ قرار تقني يفصل بشكل واضح بين منصتها ومنصة آبل، ويمهد لبناء تجربة ذكاء اصطناعي منفصلة تعتمد على أدوات الشركة الخاصة، وهو ما يتماشى مع خططها الأخيرة لتكامل منتجات Meta AI داخل منظومتها بالكامل بما فيها الواقع المعزز وتطبيقات التواصل.

أثر مباشر

يتضرر من هذا القرار مستخدمو أجهزة آيفون الذين لن يتمكنوا من استخدام ميزات Apple الذكية داخل تطبيقات ميتا، بينما يتمتع بها باقي مستخدمي التطبيقات الأخرى، ما قد يخلق فجوة في تجربة الاستخدام بين نظام iOS وباقي الأنظمة، وخصوصًا إذا تطورت أدوات Apple Intelligence وأصبحت جزءًا أساسيًا من تجربة النظام اليومية.

ويفتح هذا القرار الباب أمام ردود فعل واسعة من المستخدمين الذين يفضلون التكامل السلس بين تطبيقات الهاتف ونظام التشغيل، وخصوصًا أن بعض الأدوات مثل Genmoji ومساعد الكتابة أصبحت جزءًا من تفاعل المستخدمين مع محتوى واتساب وإنستجرام.

احتمالات مستقبلية

ما لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد بين الشركتين، فقد يستمر هذا الانفصال التقني لفترة طويلة، وهو ما قد يدفع آبل لتعزيز شراكاتها مع شركات أخرى أكثر توافقًا مع سياساتها، في حين تواصل ميتا تعزيز منظومتها الداخلية وتوسيع قدرات Llama وMeta AI لتكون بديلاً كاملاً لأدوات الذكاء الاصطناعي القادمة من آبل أو من أنظمة أخرى.

ويكشف هذا النزاع أن صراع الذكاء الاصطناعي في عالم الهواتف لم يعد يدور فقط حول جودة الأدوات، بل أيضًا حول من يتحكم بالبيانات وكيف يتم إدارتها، وهو ما سيؤثر على مستقبل العلاقة بين شركات التكنولوجيا الكبرى وطريقة استخدامنا للأدوات الرقمية في حياتنا اليومية.

search

أكثر الكلمات انتشاراً