آبل تُعيد تشكيل سيري في سباق الذكاء الاصطناعي

في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز مكانة مساعدها الذكي "سيري" في سوق الذكاء الاصطناعي التنافسي، بدأت شركة آبل في تنفيذ عملية إعادة هيكلة شاملة لفريق سيري، بإشراف مباشر من مايك روكويل، الذي تولى مؤخرًا مسؤولية تطوير المساعد الذكي. 

وتأتي هذه التحركات في وقت تسعى فيه آبل إلى استدراك التأخير الحاصل في إطلاق ميزات Apple Intelligence الجديدة، التي يُفترض أن تشكل حجر الزاوية في المرحلة المقبلة من تطوير تقنيات المساعدة الذكية.

قيادة جديدة

وتولى مايك روكويل، المعروف بقيادته الناجحة لمشروع نظارة آبل Vision Pro، إدارة تطوير سيري منذ مارس الماضي، وذلك خلفًا لجون جياناندريا الذي أُعيد توجيه مهامه للتركيز على أبحاث الذكاء الاصطناعي. 

وبدأ روكويل منذ توليه المهمة باتخاذ قرارات سريعة تشمل تغييرات إدارية وهيكلية واسعة النطاق، وركّز على إدخال خبرات من فرق Vision Pro لدفع عجلة التطوير المتأخرة.

تعيينات محورية

ووفقًا لتقرير حديث نشرته وكالة بلومبرغ، فقد شملت التغييرات تعيين رانجيت ديساي، أحد المهندسين البارزين في Vision Pro، لقيادة الجانب الهندسي في مشروع سيري، حيث يشرف على بنية النظام والبنية التحتية، كما تم تعيين أوليفييه غوتكنخت ليتولى إدارة تصميم تجربة المستخدم. 

ويُعرف ديساي وغوتكنخت بدورهما المحوري في تطوير واجهات Vision Pro، ما يعكس رغبة آبل في إعادة بناء سيري بمفاهيم وتقنيات أكثر تطورًا ومرونة.

فرق متخصصة

ولم تقتصر التغييرات على المناصب القيادية فقط، بل شملت أيضًا إعادة توزيع الفرق العاملة على مجالات الصوت وفهم الأوامر والأداء وتجربة المستخدم، وتهدف هذه الخطوة إلى تحسين التنسيق بين الأقسام المختلفة، ورفع مستوى التكامل بين الخصائص الجديدة التي يُعمل على تطويرها. 

ووفقًا لما أُبلغ به الموظفون، فإن هذه التحسينات تأتي ضمن خطة متكاملة لضمان تسريع وتيرة تطوير ميزات الذكاء الاصطناعي ودمجها في نظام سيري بكفاءة.

تركيز مزدوج

ويواصل روكويل في الوقت نفسه الإشراف على تطوير نظام visionOS الخاص بنظارة Vision Pro، في حين يشرف جون تيرنوس، نائب الرئيس التنفيذي لشؤون الأجهزة، على الجانب المتعلق بالعتاد، ما يشير إلى وجود تنسيق رفيع المستوى بين فرق العتاد والبرمجيات داخل الشركة، بهدف خلق تجربة موحدة ومتناغمة للمستخدمين.

بناء جديد

وتشير المعطيات الحالية إلى أن آبل تعمل على إعادة بناء سيري من الألف إلى الياء باستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة (LLMs)، وهو ما من شأنه أن يحدث تحولًا نوعيًا في أداء المساعد الذكي. 

وتهدف هذه الخطوة إلى تبسيط العمليات التقنية الأساسية، ورفع مستوى تفاعل سيري مع المستخدمين من خلال فهم أفضل للأوامر وتعامل أكثر سلاسة مع التطبيقات المختلفة.

شراكة وتكامل

وتسعى آبل إلى ضمان تكامل عميق بين سيري والتطبيقات المتوفرة على أجهزتها، حيث بدأت في التعاون المبكر مع مطوري التطبيقات من الجهات الخارجية، وتهدف هذه المبادرة إلى ضمان جاهزية الميزات الجديدة في الوقت المحدد، مع تحقيق أقصى درجات الانسجام بين النظام والتطبيقات التي يعتمد عليها المستخدمون بشكل يومي.

وتُبرز هذه التغييرات أن آبل لا تكتفي بمواكبة التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي فحسب، بل تهدف إلى استعادة موقع الريادة من خلال تقديم مساعد ذكي يضاهي المنافسين، وربما يتفوق عليهم من حيث الفهم، والسرعة، والتكامل. 

وتُعد إعادة هيكلة فريق سيري بداية جديدة في رحلة آبل نحو تطوير تقنيات تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي، التي تُعتبر حجر الأساس في المستقبل القريب لعالم التقنية.