ثغرة في اللوحات الرقمية تهدد بأمن المعلومات وتهرب المخالفات المرورية

كشف باحثون في مجال الأمن السيبراني عن وجود ثغرات أمنية في لوحات الترخيص الرقمية، التي قد تتيح للمخترقين التلاعب بأرقام اللوحات وتوجيه الغرامات المرورية إلى سيارات أخرى، هذه الثغرات تمثل تهديدًا مباشرًا للأنظمة الأمنية التي يعتمد عليها تنظيم حركة المرور، وقد تفتح بابًا لتجاوز القوانين والتهرب من المخالفات.

ثغرة تتيح التلاعب باللوحات الرقمية

وأوضح الباحث الأمني رودريجيز، الذي قاد التحقيقات في هذه الثغرة، أن عملية الاختراق تتطلب من المخترق توصيل كابل معين وتثبيت برنامج ثابت جديد على اللوحة الرقمية، وقال رودريجيز: "العملية تشبه إلى حد كبير كسر الحماية في هواتف آيفون، حيث يتم تغيير البيانات المُخزنة على الجهاز بسهولة نسبية".

هذه الثغرة تفتح المجال أمام المهاجمين لتغيير أرقام اللوحات الرقمية عن بُعد، ما قد يسمح لهم بتوجيه الغرامات إلى سيارات أخرى، كما يمكن أن تتيح لهم القدرة على تجاوز الأنظمة المرورية وحماية أنفسهم من المخالفات المترتبة على سلوكهم على الطرق.

المخاطر المرتبطة بالثغرة

من أخطر تداعيات هذه الثغرة، القدرة على استغلالها من قبل بعض الأشخاص مثل موظفي صف السيارات أو الميكانيكيين، هؤلاء الأشخاص قد يتمكنون من تتبع السائقين سرًا، أو تغيير أرقام لوحات السيارات عبر الإنترنت دون علم أصحابها، وهو ما يمثل تهديدًا للأمان الشخصي ولخصوصية المواطنين.

ورغم وجود نظام تنبيه في بعض الأنظمة الذي يخطر مالك السيارة في حال فصل اللوحة الرقمية عن السيارة، إلا أن الخبراء يحذرون من إمكانية تجاوزه، إذ يمكن للمخترقين تشويش إشارات الراديو المرسلة بين اللوحة الرقمية والنظام الرئيسي، مما يتيح لهم إمكانية التلاعب بالبيانات دون أن يتمكن النظام من كشف ذلك.

تاريخ من الثغرات الأمنية

هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن ثغرات في النظام نفسه، ففي عام 2022، اكتشف الباحث الأمني سام كوري ثغرة مماثلة في البنية التحتية لشركة "Reviver"، وهي الشركة المصنعة للوحبات الترخيص الرقمية. 

وتمكن كوري في حينها من الوصول إلى قاعدة البيانات الخاصة بالشركة، ما أتاح له التحكم في اللوحات الرقمية عن بُعد، إلا أن الشركة عالجت تلك الثغرات بسرعة وأغلقت أبواب الاختراقات، لكن التطور الأخير يشير إلى أن المشكلة قد تكون أعمق من مجرد ثغرة فردية.

ينبه الباحثون إلى أن المخاطر الناتجة عن هذه الثغرات قد تتزايد مع زيادة استخدام اللوحات الرقمية في معظم دول العالم، إذا استمرت الثغرات في التوسع، قد تزداد فرص الاحتيال على النظام، ما يهدد نزاهة الأنظمة المرورية وقدرتها على ضبط الغرامات بشكل عادل.

كما يحذر الباحثون من أن مثل هذه الاختراقات قد تفتح الباب أمام استخدامات غير قانونية في المستقبل، مثل توجيه الغرامات عمدًا إلى سيارات غير معنية، أو استخدام اللوحات المزورة في أنشطة غير مشروعة، لذا، يتطلب الأمر تدخلًا سريعًا من الشركات المصنعة والجهات المعنية لتصحيح الثغرات وضمان سلامة البيانات.

وتشير التوصيات إلى ضرورة تعزيز الأمان في نظام اللوحات الرقمية، خاصة في طرق التشفير الخاصة بالبيانات المرسلة بين اللوحات والنظام المركزي، كما يجب وضع آليات رقابة أكثر فاعلية لمنع التلاعب في البيانات وحماية الأنظمة من التشويش الإلكتروني.

وفي النهاية، فإن الثغرة الحالية تبرز الحاجة إلى تكثيف الجهود لتحديث أنظمة الأمان، وتقديم حلول مبتكرة لضمان أن تكون الأنظمة الرقمية أكثر أمانًا وحماية من محاولات الاختراق.