الصين تتفوق على ستارلينك في نقل البيانات الليزرية بين الفضاء والأرض بمستوى 6G

مراجعة : ياسين عبد العزيز

السبت، 04 يناير 2025 11:46 ص

نقل البيانات الليزرية

نقل البيانات الليزرية

تسجل الصين إنجازًا تقنيًا مهمًا في مجال الاتصالات الليزرية بين الفضاء والأرض، متفوقة بذلك على مشروع "ستارلينك" التابع لشركة سبيس إكس الأمريكية، لقد نجحت الصين في تحقيق سرعة نقل بيانات غير مسبوقة باستخدام الاتصالات الليزرية بين الأقمار الصناعية والأرض، وهو ما يعد خطوة كبيرة نحو تعزيز قدرتها على نقل البيانات بسرعة تفوق عشر مرات ما كان متاحًا سابقًا. 

هذه الخطوة تمهد الطريق لتطبيقات مستقبلية عديدة، بما في ذلك شبكات الجيل السادس (6G) والتكنولوجيا المتقدمة للاستشعار عن بعد.

إنجاز تاريخي في مجال الاتصالات الفضائية

أعلنت شركة "Chang Guang Satellite Technology Co"، المتخصصة في تطوير شبكة الأقمار الصناعية "Jilin-1" (أكبر شبكة تجارية للاستشعار عن بُعد في العالم)، عن تحقيقها لسرعة نقل بيانات تصل إلى 100 جيجابت في الثانية، وذلك خلال اختبار تم في نهاية الأسبوع الماضي. 

هذه السرعة، التي تُعدّ أسرع بعشر مرات من الرقم القياسي السابق، تشير إلى قفزة نوعية في مجال نقل البيانات عبر الفضاء، وتفتح آفاقًا واسعة لتطبيقات عديدة تشمل شبكات الجيل السادس (6G)، وتحسين دقة الاستشعار عن بُعد، وتقنيات تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية.

التجربة التي أجرتها الشركة الصينية تضمنت اتصالاً ليزريًا بين محطة أرضية على شاحنة وأحد الأقمار الصناعية التابعة لمجموعة "Jilin-1" التي تضم حاليًا 117 قمرًا صناعيًا. 

استخدام محطة أرضية متنقلة يعكس مرونة النظام الذي تم اختباره في بيئات مختلفة، مما يزيد من إمكانيات نشر هذه التكنولوجيا في مواقع متعددة.

تفوق واضح على ستارلينك

يشير هذا الإنجاز إلى التفوق الكبير الذي حققته الصين في مجال الاتصالات الليزرية مقارنة بمشروع "ستارلينك" التابع لشركة سبيس إكس، على الرغم من أن سبيس إكس قد أعلنت عن نيتها استخدام الليزر في الاتصالات بين الأقمار الصناعية، إلا أن هذا التقدم الصيني يأتي في وقت تكون فيه شركة "Chang Guang Satellite" قد بدأت فعلاً في تطبيق هذه التقنية على أرض الواقع.

ووفقًا لما ذكره "وانج هانجهانج"، رئيس تكنولوجيا محطات الاتصالات الأرضية بالليزر في شركة "Chang Guang Satellite"، في تصريح لصحيفة "SCMP"، فإن "سبيس إكس قد كشفت عن نظام اتصالات بين الأقمار الصناعية بالليزر في مشروع ستارلينك، لكنها لم تطلق بعد اتصالات ليزرية بين الأقمار الصناعية والأرض، بينما نحن بدأنا بالفعل بنشر هذه التقنية على نطاق واسع."

خطط التوسع المستقبلية والتحديات التقنية

في إطار التوسع المستقبلي، تخطط شركة "Chang Guang Satellite" لتوسيع نطاق تطبيقات الاتصالات الليزرية لتشمل جميع الأقمار الصناعية في كوكبة "Jilin-1"، حيث تهدف إلى تحسين الكفاءة التشغيلية لهذه الكوكبة من خلال نشر وحدات الاتصالات الليزرية عبر جميع الأقمار، مع هدف ربط 300 قمر صناعي بحلول عام 2027.

ومع ذلك، لا يزال هناك العديد من التحديات التقنية التي تواجه هذا المجال، بما في ذلك دقة توجيه شعاع الليزر بين الأقمار الصناعية والمحطات الأرضية، بالإضافة إلى التأثيرات الجوية على انتشار شعاع الليزر. 

ومع ذلك، استطاعت شركة "Chang Guang Satellite" التغلب على هذه العقبات، حيث تمكنت من تطوير محطات اتصالات ليزرية مدمجة بحجم حقيبة الظهر تقريبًا، مما يسمح بنقل البيانات بين الأقمار الصناعية والأرض بشكل أكثر كفاءة وموثوقية.

كيف حققت الصين هذا الإنجاز؟

تعود أسباب التفوق الصيني إلى عدة عوامل رئيسية:

الاستثمار في البحث والتطوير: استثمرت الصين بشكل كبير في مجال تكنولوجيا الليزر الفضائية والاتصالات البصرية، مما أسهم في تطوير الأنظمة اللازمة لهذه التقنية.

التركيز على التطبيقات العملية: لم تقتصر جهود الصين على الأبحاث النظرية، بل كانت تسعى لتطوير أنظمة عملية قابلة للتنفيذ، كما يتضح من الاختبارات الميدانية التي جرت بين القمر الصناعي والمحطة الأرضية.

تطوير مكونات متكاملة: طورت الشركات الصينية مكونات رئيسية، مثل المحطات الليزرية المدمجة القابلة للتركيب على الأقمار الصناعية، مما جعلها أكثر كفاءة وقادرة على العمل في بيئات فضائية معقدة.

التغلب على التحديات التقنية: واجه الفريق الصيني تحديات كبيرة مثل دقة توجيه شعاع الليزر بين الأقمار المتحركة، ولكنهم نجحوا في تطوير حلول فعّالة للتغلب على هذه التحديات.

أهمية الإنجاز وآثاره المستقبلية

هذا الإنجاز يعد قفزة نوعية في مجال الاتصالات الفضائية، حيث تعادل السرعة المحققة نقل 10 أفلام كاملة الطول في ثانية واحدة، تمثل هذه التقنية توسعًا هائلًا في القدرة على نقل البيانات عبر الفضاء، مما يعزز من البنية التحتية للأقمار الصناعية المخصصة لتطبيقات متعددة.

من أبرز التطبيقات التي ستستفيد من هذه التقنية:

نقل بيانات الاستشعار عن بُعد: الأقمار الصناعية تقوم بجمع كميات ضخمة من البيانات التي يتم نقلها إلى الأرض بسرعة عالية لتحليلها، مما يعزز استخدامات مثل المراقبة البيئية، الزراعة، وإدارة الكوارث.

تطبيقات الإنترنت عالي السرعة: سيتم استخدام هذه التقنية لتوفير اتصالات إنترنت فائقة السرعة في المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها باستخدام الشبكات التقليدية.

الاتصالات بين الأقمار الصناعية: من خلال استخدام الليزر، يمكن للأقمار الصناعية الاتصال ببعضها البعض في الفضاء، مما يزيد من كفاءة الشبكات الفضائية ويقلل من التأخير في الاتصال.

ختامًا، إن تفوق الصين في هذا المجال يعكس التزامها المستمر بتطوير التقنيات الفضائية المتقدمة، ويمنحها ميزة تنافسية كبيرة في السباق نحو تحقيق التطور التكنولوجي على مستوى عالمي.

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top