مؤتمر "ليب 2025" يشهد استثمارات قياسية تتجاوز 7.5 مليارات دولار في يومه الثاني

مراجعة : ياسين عبد العزيز

الجمعة، 14 فبراير 2025 10:36 ص

مؤتمر "ليب 2025"

تواصل فعاليات مؤتمر "ليب 2025" التقني في العاصمة السعودية الرياض، وسط زخم استثماري غير مسبوق، حيث شهد اليوم الثاني الإعلان عن استثمارات جديدة تجاوزت قيمتها 7.5 مليارات دولار.

يأتي ذلك بعد انطلاقة قوية للمؤتمر، الذي شهد في يومه الأول توقيع صفقات واستثمارات بقيمة تجاوزت 14 مليار دولار، ما يعزز مكانة السعودية كمركز إقليمي وعالمي في مجالات التكنولوجيا والابتكار.

تركّز الاستثمارات المعلنة خلال اليوم الثاني على تطوير البنية التحتية الرقمية ودعم الابتكار في تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والاستدامة، مما يعكس التزام المملكة بتعزيز التحول الرقمي وترسيخ دورها في صناعة التكنولوجيا المتقدمة.

البنية التحتية الرقمية

أحد أبرز الاستثمارات التي تم الإعلان عنها كان مشروعًا مشتركًا بين شركة "داتا فولت" ومدينة نيوم، حيث تم الكشف عن خطة استثمارية بقيمة 5 مليارات دولار لإنشاء أول مركز بيانات مستدام بالكامل في منطقة "أوكساجون".

يهدف المشروع إلى توفير قدرة حوسبية ضخمة تصل إلى 1.5 جيجاواط، مع الاعتماد على الطاقة النظيفة، مما يجعله واحدًا من أكبر مشاريع الحوسبة المستدامة عالميًا.

في قطاع مراكز البيانات، أعلنت شركة "الفنار" عن استثمار بقيمة 1.4 مليار دولار لبناء أربعة مراكز بيانات جديدة بسعة إجمالية تبلغ 88 جيجاواط، ما سيعزز الاقتصاد الرقمي ويوفر حلولًا متقدمة لدعم الأعمال التجارية في المملكة والمنطقة.

أما في مجال البنية التحتية الرقمية والاتصالات، فقد كشفت شركة "موبايلي" عن استثمار بقيمة 905 ملايين دولار لتنفيذ مشاريع استراتيجية تشمل تطوير الكابلات البحرية وتوسيع مراكز البيانات داخل المملكة، يهدف هذا الاستثمار إلى تعزيز الاتصال الدولي وتحسين قدرات معالجة البيانات، مما يسهم في ترسيخ موقع السعودية كمحور تقني عالمي.

الاستدامة والابتكار في صلب أجندة المؤتمر

لم يقتصر مؤتمر "ليب 2025" على الإعلان عن استثمارات ضخمة، بل شهد أيضًا سلسلة من الجلسات وورش العمل التي ناقشت قضايا مستقبلية مهمة في مجالات الاستدامة والتقنيات الناشئة.

ضمن فعالية "LEAP Into Innovation"، التي تنظمها هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار، تمت مناقشة موضوعات رئيسية مثل الهيدروجين الأخضر، والمدن المستدامة الخالية من الكربون، والتعدين الصديق للبيئة، إلى جانب استكشاف الفضاء وتقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.

هذه المحاور تعكس توجه المملكة نحو تطوير اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار، حيث تسعى إلى جذب الاستثمارات التقنية وتعزيز بيئة ريادة الأعمال في قطاع التكنولوجيا، بما يتماشى مع مستهدفات "رؤية السعودية 2030".

السعودية في طريقها لأن تصبح مركزًا عالميًا للتكنولوجيا

يشكّل "ليب 2025" منصة رئيسية لجذب الاستثمارات العالمية، حيث نجح في استقطاب شركات تقنية رائدة تعلن عن مشاريع ضخمة تستهدف تطوير البنية التحتية الرقمية، وتعزيز حلول الذكاء الاصطناعي، ودعم التحول الرقمي في مختلف القطاعات.

مع استمرار الإعلان عن استثمارات جديدة خلال الأيام المقبلة من المؤتمر، يبدو أن السعودية تسير بخطى ثابتة نحو ترسيخ مكانتها كمركز عالمي في مجالات التقنية، وهو ما يعكسه حجم الاستثمارات الضخمة والتوجه نحو بناء بنية تحتية رقمية متطورة تتماشى مع التطورات السريعة في صناعة التكنولوجيا.

لمتابعة المزيد من الأخبار اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا