آبل تستعد لثورة في الرعاية الصحية

تعمل شركة آبل على تطوير نسخة جديدة كليًا من تطبيقها الصحي حيث تستعد لإطلاق وكيل ذكاء اصطناعي متقدم قادر على تقديم استشارات طبية ومتابعة حالة المستخدمين الصحية بشكل أكثر دقة ووفقًا لتقرير نشرته بلومبرغ يحمل المشروع اسم Project Mulberry ويهدف إلى محاكاة دور الطبيب جزئيًا عبر توفير توصيات شخصية تعتمد على البيانات الصحية للمستخدم.

يشير التقرير إلى أن التطبيق لن يقتصر فقط على تحليل المعلومات الطبية بل سيقدم أيضًا إرشادات تتعلق بأسلوب الحياة الصحي من خلال توفير مقاطع فيديو تعليمية يقدمها أطباء متخصصون مما يعزز تجربة المستخدم في تلقي محتوى طبي موثوق كما سيتضمن تحديثًا مهمًا لمتابعة النظام الغذائي ومراقبة وضعيات التمارين الرياضية باستخدام كاميرا الجهاز لتحليل الحركات وتصحيح الأخطاء أثناء التمارين.

إطلاق الخدمة قريبًا

وفقًا للمصادر فإن آبل تستعد لإطلاق هذه الخدمة المبتكرة تحت اسم +Health ومن المتوقع أن تكون متاحة مع تحديث iOS 19.4 الذي قد يتم إطلاقه خلال الربيع أو الصيف المقبل مما يعني أن الشركة باتت في المراحل النهائية من تطوير التطبيق لضمان تجربة سلسة للمستخدمين.

يأتي هذا المشروع في وقت تسعى فيه آبل إلى تعزيز مكانتها في قطاع الرعاية الصحية الرقمية بعد أن تعرضت لانتقادات بسبب التأخر في إدماج الذكاء الاصطناعي في منتجاتها مقارنة بالمنافسين حيث تواجه الشركة ضغوطًا لإثبات قدرتها على تقديم حلول مبتكرة تدعم صحة المستخدمين وتساعدهم على إدارة نمط حياتهم بشكل أفضل.

تعاون طبي واسع
من أجل ضمان دقة وموثوقية الخدمة توظف آبل أطباء متخصصين لتدريب وكيل الذكاء الاصطناعي على تقديم استشارات صحية مبنية على أدلة علمية كما تخطط الشركة لإنشاء استوديو تصوير بالقرب من أوكلاند بولاية كاليفورنيا لتطوير محتوى تعليمي يقدمه أطباء بارزون بهدف تعزيز الوعي الصحي بين المستخدمين.

إضافة إلى ذلك تفكر آبل في التعاون مع شخصية طبية شهيرة لتكون الوجه الإعلامي للمشروع عند إطلاقه مما قد يمنح الخدمة مصداقية أكبر ويشجع المستخدمين على الاعتماد عليها في حياتهم اليومية.

تحديات قانونية محتملة
رغم الحماس الكبير حول +Health إلا أن إدماج الذكاء الاصطناعي في المجال الصحي يثير تساؤلات قانونية وتنظيمية خاصة فيما يتعلق بدقة التوصيات التي يقدمها التطبيق ومدى اعتماد المستخدمين عليها في اتخاذ قراراتهم الصحية كما قد تواجه آبل عقبات تتعلق بالخصوصية حيث ستحتاج إلى ضمان حماية بيانات المستخدمين الصحية بما يتماشى مع التشريعات العالمية الصارمة.

تسعى الشركة إلى معالجة هذه المخاوف من خلال تطوير أنظمة أمان متقدمة تضمن تشفير البيانات وحمايتها من الاختراق إضافة إلى إمكانية السماح للمستخدمين بتحكم أكبر في بياناتهم عبر إعدادات مخصصة تتيح لهم إدارة المعلومات التي يتم جمعها وتحليلها.

مستقبل الصحة الرقمية
مع استمرار تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي يتوقع الخبراء أن تشكل هذه الابتكارات نقطة تحول كبيرة في مجال الرعاية الصحية الرقمية حيث قد تساهم في تحسين جودة الحياة عبر تقديم استشارات سريعة ودقيقة دون الحاجة إلى زيارة الطبيب في كل مرة كما أن الجمع بين التعلم الآلي والبيانات الصحية الشخصية قد يساعد المستخدمين في الوقاية من الأمراض عبر تحليل المؤشرات المبكرة للمشكلات الصحية.

يرى المراقبون أن نجاح +Health سيعتمد بشكل كبير على مدى دقته في تقديم التوصيات ومدى قدرة آبل على إقناع المستخدمين بفعاليته حيث إذا تمكنت الشركة من تقديم خدمة موثوقة فإن ذلك سيعزز مكانتها في قطاع التكنولوجيا الصحية ويضعها في منافسة مباشرة مع شركات تقدم حلولًا مماثلة تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

تنافس مع الكبار
تأتي هذه الخطوة في وقت تتسابق فيه شركات التكنولوجيا الكبرى مثل جوجل ومايكروسوفت لإطلاق منتجات تعتمد على الذكاء الاصطناعي في المجال الصحي حيث سبق أن أعلنت جوجل عن تطوير أداة طبية ذكية تستند إلى نماذج الذكاء الاصطناعي المتطورة كما أطلقت مايكروسوفت تحديثات جديدة في أنظمتها الصحية لجعلها أكثر تكاملًا مع الذكاء الاصطناعي.

في هذا السياق تسعى آبل إلى تقديم منتج يتميز عن المنافسين من خلال تصميم سهل الاستخدام وتكامل قوي مع أجهزتها المختلفة مثل Apple Watch وiPhone مما قد يمنحها أفضلية في السوق خاصة بين المستخدمين الذين يعتمدون على منظومة آبل البيئية.

خطوة نحو المستقبل
مع اقتراب موعد إطلاق +Health يترقب المستخدمون كيف ستتمكن آبل من إعادة تعريف مفهوم الصحة الرقمية وهل ستنجح في إقناع المستخدمين بأن وكيلها الذكي قادر على تقديم استشارات دقيقة أم أن الأمر سيظل مجرد ميزة إضافية ضمن تطبيق الصحة الحالي في كل الأحوال يبدو أن مستقبل الرعاية الصحية الرقمية على وشك الدخول في مرحلة جديدة يقودها الذكاء الاصطناعي.