مخاوف من تحكم الشركات التكنولوجية الكبرى في الذكاء الاصطناعي

يبدو  أن الجهود الأمريكية للتحكم في التكنولوجيا المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي واضحة من خلال التحقيقات والاستدعاءات التي قامت بها الحكومة الأمريكية. في الفترة السابقة واستدعت لجنة التجارة الفيدرالية الاميركية (FTC)، وهي وكالة لمكافحة الاحتكار وتعزيز حماية المستهلك الاسبوع الماضي لجمع المعلومات عن بعض الشركات التكنولوجية منها مايكروسوفت  وامازون والتحقيق معها، بشأن استثمارات ضخمة تصل قيمتها إلى 19 مليار دولار، قامت بضخها في شركات( openAL .ANTHRPIC) التي تعمل علي التطوير الذكاء الاصطناعي .

لجنة التجارة الفيدرالية الاميركية (FTC)

وفرضت لجنة التجارة الفيدرالية (FTC) غرامة على كوبوتا بقيمة 2 مليون دولار،  وهي أكبر عقوبة على الإطلاق لمنتج "صنع في الولايات المتحدة الأمريكية". 

ويظهر التقرير أن اللجنة التجارية الفيدرالية الأمريكية (FTC) قد استدعت شركات كبيرة مثل Alphabet وAmazon وMicrosoft للتحقيق في استثماراتها الضخمة في شركات Anthropic وOpenAI، التي تعمل على تطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي.
يشير  الهدف من التحقيق  هو جمع المعلومات حول الاستثمارات الضخمة في هذه الشركات الناشئة، وكيف يمكن أن تؤثر هذه الاستثمارات على تطوير ونشر التكنولوجيا.

و يبدو أن الحكومة الأمريكية تسعى إلى منع حدوث احتكار في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتسهيل نشر هذه التكنولوجيا بشكل أوسع، بحيث لا تتمسك بعدد قليل من الشركات بها.

ويشير هذا الى  ان  شركات كبيرة مثل Alphabet وAmazon وMicrosoft  يمكن أن تلعب دور كبير في توجيه مستقبل التكنولوجيا والتأكد من عدم احتكارها.
وتتجه اللجنة  نحو استدعاء شركات Anthropic وOpenAI، واللتان تعتبران من الشركات الناشئة، حيث أن الحكومة تولي اهتماماً خاصاً لضمان التحكم والشفافية في التكنولوجيا المستقبلية

وتحذر اللجنة من تركز الابتكار في فئة قليلة من الشركات الكبيرة و أهمية والتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي.

وتستفيد الولايات المتحدة  من الشركات الكبيرة مثل غوغل، ومايكروسوفت، وأمازون، التي تقوم بتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
 

يُظهر هذا  أهمية الاستثمارات الكبيرة في أبحاث وتطوير الذكاء الاصطناعي التي تُجريها هذه الشركات. ولكنه في نفس الوقت يظهر  مخاوف أن تقوم هذه الشركات بحصر الابتكار في يدها نتيجة لتمويلها الكبير في هذا المجال. وهو ما يؤكد على ضرورة التأكد من عدم استخدام هذه الاستثمارات لاحتكار السوق وعدم حصر الذكاء الاصطناعي داخل حدود مختبرات تلك الشركات.
 

هذا بجانب أهمية التركيز على الانتشار والتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي. وهو ما يُشير إلى أن السياسة التي تعتمد على التعاون والانتشار تشكل أساسًا لنمو ونجاح الذكاء الاصطناعي على المدى الطويل.

وتعكس هذه المعلومات الرغبة في تحقيق توازن بين استفادة البلاد من قدرات الشركات الكبيرة وضمان التوزيع العادل للتكنولوجيا والابتكار في ميدان الذكاء الاصطناعي.

ويشير الي مخاوف بشأن تأثير الاستثمارات الكبيرة من قبل شركات التكنولوجيا الكبيرة في الشركات الناشئة التي تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، وكيف يمكن أن يؤدي ذلك إلى تموقع سوق الذكاء الاصطناعي تحت سيطرة عدد قليل من الشركات كبيرة.

قلقًا بشأن كيفية تنظيم عمليات التمويل التي تقوم بها الشركات الكبيرة، مما يسمح لها بتجنب الإبلاغ أو الرقابة بموجب قوانين مكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة.

Rebecca Kelly Slaughter، عضو في لجنة التجارة الفيدرالية، انتقدت عمالقة التكنولوجيا لتنظيمهم لعمليات التمويل بطريقة تمكنهم من تجنب الإبلاغ لجهات مكافحة الاحتكار. يُذكر أن هذه المخاوف تأتي في سياق محاولات تنظيم السوق ومنع التحكم غير الصحيح في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا.

يشير هذا  قلق من التمويل الكبير الذي تُقدمه شركات التكنولوجيا الكبيرة للشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، وكيف يمكن أن يؤدي ذلك إلى تموقع سوق الذكاء الاصطناعي تحت سيطرة عدد قليل من الشركات الكبيرة. يُظهر  أيضًا قلقًا بشأن سيطرة الشركات التكنولوجية الكبيرة على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي واستخدامها للتحكم في العالم.

ويطالب بعض الخبراء في عالم التكنولوجيا في تصريحات  بتحديد حواجز التنظيم والتناقضات لتسهيل التفاعل مع منتجات الذكاء الاصطناعي. كما يشدد على أهمية إخراج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من "عنق الزجاجة" وتحقيق التنوع والشمول في الوصول إليها.