علي بابا تطلق نموذج ذكاء اصطناعي منطقي منافس

أعلنت شركة علي بابا الصينية عن إطلاق نموذج ذكاء اصطناعي جديد أطلق عليه اسم Macro o1، يُركز على التفكير المنطقي ومعالجة الأسئلة المفتوحة. 

يأتي هذا الإعلان في ظل تسارع المنافسة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، وخاصة بين الصين والولايات المتحدة. النموذج الجديد مستوحى من نموذج o1 الذي لم تطلقه شركة OpenAI بعد، ولكنه يعد خطوة واعدة في تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي المنطقية.

القدرات الرئيسية لـ Macro o1

يتميز نموذج Macro o1 بقدرته على التعامل مع الأسئلة المفتوحة التي لا تتطلب إجابات رياضية أو فيزيائية دقيقة، بل تستند إلى التفكير المنطقي العميق. 

وفقًا للباحثين في علي بابا، فإن النموذج أظهر كفاءة ملحوظة في ترجمة العبارات من اللهجات الصينية الدارجة إلى الإنجليزية بدقة تتفوق على الأدوات التقليدية.

رغم ذلك، أشار الباحثون إلى أن Macro o1 لا يزال أقل تطورًا من النموذج الكامل الذي تعتزم OpenAI تقديمه، لكنه يمثل خطوة أولى هامة نحو تطوير تقنيات التفكير المنطقي بأسلوب مشابه للعقل البشري. 

ومن المثير للاهتمام أن علي بابا جعلت النموذج مفتوح المصدر، ما يتيح للباحثين والمطورين حول العالم الإسهام في تحسينه وتطويره.

إلى جانب Macro o1، أطلقت شركة Deepseek الصينية نموذجًا آخر يُدعى Deepseek R1، والذي يتمتع بقدرات متقدمة في التفكير المنطقي. 

وفقًا للشركة، فإن نموذجها يتفوق على النسخة الأولية من نموذج OpenAI o1 Preview، رغم أن هذه المزاعم تحتاج إلى مزيد من التحقق والتوثيق.

يتبع Deepseek R1 نفس منهجية التفكير المتسلسل (Chain of Thought - CoT)، وهي تقنية تحاكي أسلوب التفكير البشري من خلال تحليل البيانات بشكل منهجي للوصول إلى الإجابات. 

ورغم تفوقه التقني، يواجه النموذج قيودًا؛ إذ لا يقدم إجابات عن أي أسئلة تتعلق بالحكومة الصينية أو رئيسها شي جين بينغ، نتيجة للرقابة الصارمة التي تفرضها الحكومة الصينية على استخدامات الذكاء الاصطناعي.

في إطار جهود الجامعات الصينية للمشاركة في السباق التكنولوجي، طورت مجموعة من الباحثين نموذجًا جديدًا يُعرف بـ LLaVA-CoT، يتمحور حول تحليل الصور واستنتاج المعاني منها. 

يتميز النموذج بقدرته على تقديم استنتاجات دقيقة من الصور، ويُزعم أنه يتفوق على أنظمة متقدمة مثل جيميناي 1.5 برو وGPT-4-o المستخدم في منصة ChatGPT.

مثل سابقه، تم إصدار LLaVA-CoT كمشروع مفتوح المصدر، مما يسمح للمجتمع العلمي بالمساهمة في تحسينه. ومع ذلك، تبقى هذه الادعاءات بحاجة إلى التحقق المستقل لتحديد مدى تفوقه على النماذج الحالية.

تشير هذه التطورات إلى تحول في صناعة الذكاء الاصطناعي نحو تطوير نماذج التفكير المنطقي أو Large Reasoning Models (LRMs)، تتميز هذه النماذج بقدرتها على التفكير المتسلسل، لكنها تأخذ وقتًا أطول في تقديم الإجابات مقارنة بالنماذج التقليدية. 

ويرى الخبراء أن هذا الاتجاه ضروري، خاصة مع وصول النماذج الحالية، مثل GPT-4، إلى حدودها القصوى من التطوير.

تُقدم النماذج المنطقية بديلًا قويًا للمضي قدمًا في تحسين الذكاء الاصطناعي، حيث تُركز على تحسين جودة التفكير بدلاً من مجرد توسيع قدرات معالجة النصوص.

تعكس هذه الإعلانات تسارع المنافسة بين الصين والولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي، ورغم العقوبات المفروضة على الصين والتي تهدف إلى تقليص وصولها إلى التقنيات المتقدمة، إلا أن الشركات الصينية تستمر في دفع حدود الابتكار، مما يشير إلى عزمها على تحقيق الريادة في هذا المجال.

قد يُشكل إطلاق نموذج Macro o1، والنماذج الأخرى مثل Deepseek R1 وLLaVA-CoT، حافزًا لشركات مثل OpenAI للإسراع بإطلاق نموذجها o1. 

ومع تزايد الطلب على النماذج القادرة على التفكير المنطقي، يبدو أن المستقبل سيشهد تنافسًا شديدًا بين الشرق والغرب لتطوير تقنيات ذكاء اصطناعي أكثر تقدمًا وذكاءً.