الأربعاء، 23 أبريل 2025

10:54 م

tru

تيك توك والمفاهيم المغلوطة للأمراض النفسية.. دراسة جديدة تكشف الحقائق

TikTok

TikTok

ياسين عبد العزيز

A A

في السنوات الأخيرة، أصبح تطبيق تيك توك مصدرًا رئيسيًا لمعلومات الصحة النفسية، حيث انتشرت مقاطع الفيديو المتعلقة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) بشكل واسع. 

ورغم أن هذه الفيديوهات جذبت ملايين المشاهدات، إلا أن العديد منها أظهر معلومات غير دقيقة وغير متوافقة مع المعايير الطبية المعتمدة، مما أثر سلبًا على فهم بعض الأمراض النفسية لدى الجمهور.

دراسة جديدة تكشف الحقائق

أظهرت دراسة حديثة نشرت في دورية (PLOS One) أن أكثر من نصف الفيديوهات الشائعة على تيك توك حول اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه تتضمن معلومات مضللة. 

لم تتوافق هذه الفيديوهات مع معايير التشخيص السريري، كما أنها ساهمت في نشر مفاهيم خاطئة حول أعراض المرض والعلاج، والأكثر إزعاجًا هو أن حتى الأشخاص الذين تم تشخيصهم سابقًا بهذا الاضطراب وجدوا صعوبة في التمييز بين المعلومات الصحيحة والمغلوطة.

محتوى مضلل وتأثيره على المستخدمين

كشف البحث عن أن جزءًا كبيرًا من المحتوى المتعلق بـ ADHD على تيك توك كان يروج لمنتجات أو خدمات غير متوافقة مع المعايير العلمية، مثل ألعاب "fidget spinners" أو جلسات تدريبية لتعامل مع الأعراض. 

اللافت أن معظم صناع المحتوى لم يكونوا متخصصين في الصحة النفسية، ما يعكس مشكلة عميقة في جودة المعلومات المنتشرة عبر هذه المنصة.

أهمية الرقابة والتدقيق

تمثل هذه النتائج تحذيرًا خطيرًا حول تأثير المحتوى غير المدقق على منصات التواصل الاجتماعي، في ظل غياب الرقابة الفعالة، أصبح من السهل نشر معلومات غير صحيحة يمكن أن تؤثر على صحة الأفراد النفسية. 

ووفقًا لفاسيليا كاراسافا، طالبة الدكتوراه في علم النفس السريري، فإن هذه المعلومات المضللة قد تساهم في تشويش فهم الأفراد للأعراض الحقيقية للأمراض النفسية.

منصات التواصل والصحة النفسية

ساهمت منصات مثل تيك توك في زيادة الوعي بقضايا الصحة النفسية، لكنها أيضًا تسببت في نشر معلومات مغلوطة، إذ يُسمح للأفراد الذين يعانون من اضطرابات نفسية بمشاركة تجاربهم الشخصية، ولكن مع غياب تدقيق المعلومات، أصبح من الصعب التمييز بين المحتوى المفيد والمحتوى الضار، ويجب على مستخدمي هذه المنصات توخي الحذر عند استهلاك المحتوى المتعلق بالصحة النفسية.

دراسة تحليلية للمحتوى

قامت دراسة حديثة في جامعة كولومبيا البريطانية بتحليل المحتوى المتداول حول اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه على تيك توك، ووجدت أن أكثر من نصف الفيديوهات كانت تحتوي على معلومات مغلوطة أو غير دقيقة. 

وقد تم تقسيم المشاركين في الدراسة إلى ثلاث مجموعات: الأشخاص الذين تم تشخيصهم بالاضطراب، الأشخاص الذين لا يعانون منه، والمجموعة التي تشخص نفسها، وخلصت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين تم تشخيصهم بالاضطراب كانوا يشاهدون هذا المحتوى بشكل متكرر.

التأثير على تصورات الشباب

أظهرت الدراسة أيضًا أن المحتوى غير الدقيق قد يساهم في تضخيم فهم الشباب للأعراض المتعلقة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. 

في بعض الحالات، قد يُحرف هذا المحتوى الواقع، مما يدفع الأشخاص إلى تشخيص أنفسهم بأمراض نفسية لا يعانون منها، وبالتالي يتأخرون عن الحصول على العلاج المناسب.

ضرورة التحقق من المعلومات

أكدت الدراسات أن استخدام تيك توك كأداة لتثقيف الأشخاص حول الاضطرابات النفسية ليس فعالًا ما لم يتم تزويد المستخدمين بمصادر موثوقة، من الضروري على مستخدمي التطبيق التحقق من المصادر قبل تبني أي معلومات والتأكد من صحتها.

نتائج مرعبة

أظهرت الدراسات السابقة والحالية أن حوالي 41% من مقاطع الفيديو المتاحة على تيك توك حول التوحد تحتوي على معلومات غير دقيقة، في حين أن 32% منها تحوي تشويهات للحقيقة، هذا يشير إلى وجود حاجة ملحة لوجود رقابة شديدة على المحتوى المتعلق بالصحة النفسية في هذه المنصات.

التوعية بأهمية التشخيص المهني

أكد الباحثون أن اعتماد الشباب على المحتوى المتداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي يشكل خطرًا حقيقيًا على صحتهم النفسية، وأشاروا إلى أن التشخيص الدقيق للأمراض النفسية يجب أن يتم على يد مختصين مؤهلين، وليس بناءً على مقاطع فيديو غير معتمدة.

search

أكثر الكلمات انتشاراً