الخميس، 24 أبريل 2025

03:21 ص

tru

روبلوكس تعود بسياسة تحكم جديدة تمنح الأهل أدوات لحماية أطفالهم داخل المنصة

روبلوكس

روبلوكس

ياسين عبد العزيز

A A

أعلنت شركة روبلوكس عن تفعيل منظومة رقمية جديدة تتيح للآباء تحكمًا مباشرًا في عالم الألعاب الخاص بأطفالهم وتأتي هذه الخطوة استجابة واضحة للضغوط المتزايدة من قبل المستخدمين والمنظمات المهتمة بسلامة الأطفال على الإنترنت حيث تسعى المنصة إلى إعادة بناء الثقة عبر طرح أدوات جديدة للرقابة الأبوية تساعد أولياء الأمور على التحكم في ما يراه أطفالهم وما يشاركون فيه.

تحكم عائلي

التقنية الجديدة التي أطلقتها منصة روبلوكس تسمح للآباء بتحديد نوعية الألعاب التي يستطيع أطفالهم الوصول إليها ويمكنهم كذلك مراقبة قائمة الأصدقاء بشكل مستمر ومراجعة التفاعلات الاجتماعية التي تتم داخل المنصة كما تتيح للوالدين الإبلاغ عن أي حساب يشتبه بأنه يعرض الأطفال لمحتوى غير لائق أو يشارك في سلوكيات رقمية مريبة.

الرقابة لا تقتصر على منع المحتوى فحسب بل تمتد لمراجعة الألعاب التي يقضي الأطفال ساعات طويلة في استخدامها حيث يستطيع الآباء عبر لوحة تحكم خاصة معرفة التفاصيل الدقيقة لتلك الألعاب والتفاعل معها عبر قرارات تحكم مثل الإيقاف أو التقييد.

سلامة المستخدمين

تركز سياسة روبلوكس الجديدة على الحسابات الخاصة بالمستخدمين دون سن 13 عامًا بشرط أن تكون أدوات الرقابة الأبوية مفعلة من البداية وهذا يتماشى مع المبادئ العامة التي أعلنتها المنصة في وثائقها الرسمية حيث تؤكد أن الترفيه الرقمي يجب أن يكون آمنًا ومسؤولًا للأطفال في ظل ما تشهده المنصات الرقمية من فوضى محتوى يصعب تتبعه.

مسؤولو الشركة أوضحوا أن الهدف من هذه الإجراءات هو حماية الأطفال وليس تقييد حريتهم وأن المنصة تسعى لتقديم بيئة تفاعلية متوازنة تجمع بين اللعب والإبداع والتفاعل الآمن حيث يمكن للأطفال بناء عوالم رقمية واستكشافها مع أقرانهم ولكن تحت إشراف ذكي ومرن من أسرهم.

استجابة للانتقادات

الشركة واجهت سابقًا انتقادات قوية تتعلق بتعرض الأطفال لمحتوى غير مناسب مثل المحادثات المفتوحة أو بعض الألعاب التي تتضمن عنفًا أو رسائل ضمنية مما جعل روبلوكس تعيد النظر في سياساتها وتبدأ في بناء أدوات رقابة ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتحليل السلوكيات داخل النظام.

الرئيس التنفيذي للمنصة ديف بازوكي شدد في تصريح سابق على أن دور الأسرة لا يمكن استبعاده في تأمين تجارب اللعب الرقمية وأشار إلى أن الأدوات الجديدة ليست بديلاً عن التوجيه الأسري بل هي وسيلة لتعزيزه وضمان استمراريته داخل عالم الألعاب.

كبير مسؤولي السلامة في روبلوكس مات كوفمان أكد بدوره أن هذه المبادرة تعتبر حجر أساس في استراتيجية المنصة لحماية المستخدمين وذكر أن ملايين الأطفال يستخدمون روبلوكس يوميًا وهذا يتطلب تحديثًا مستمرًا لآليات الرقابة والفلترة والتبليغ.

المشهد الرقمي

الجهات التنظيمية الدولية بدأت هي الأخرى في متابعة هذه التغييرات حيث أشار متحدث باسم هيئة الاتصالات البريطانية أوفكوم إلى أن هناك موجة من المراجعة ستطال الشركات الرقمية خلال الفترة المقبلة لتحديد مدى امتثالها لمعايير حماية الأطفال وأن الخطوة التي اتخذتها روبلوكس تعتبر إشارة إيجابية ولكنها تحتاج إلى استمرارية وتطوير مستمر.

الشركات الرقمية التي تستهدف الأطفال مطالبة الآن ليس فقط بتحقيق الأرباح بل بضمان بيئة رقمية لا تسمح بتجاوزات قد تؤثر نفسيًا أو اجتماعيًا على المستخدمين الصغار وهذا ما تسعى روبلوكس إلى تقديمه عبر ميزات واقعية قابلة للتطبيق ومفهومة من قبل المستخدمين.

الرقابة الرقمية لم تعد خيارًا وإنما أصبحت عنصرًا أساسيًا في بناء الثقة بين المستخدم والمنصة ويبدو أن روبلوكس بدأت تستوعب هذا التحول وتتحرك ضمنه من خلال فتح الباب أمام الآباء لإدارة الحياة الرقمية لأطفالهم بطريقة أكثر واقعية وفعالية.

search

أكثر الكلمات انتشاراً