الأربعاء، 23 أبريل 2025

10:56 م

tru

ميتا تتحرك منفردة بسباق الذكاء الاصطناعي وتفشل في جذب دعم مالي خارجي

ميتا

ميتا

ياسين عبد العزيز

A A

تواجه شركة ميتا واقعًا جديدًا في مجال الذكاء الاصطناعي بعدما كشفت تقارير حديثة عن سعيها للحصول على دعم مالي من جهات خارجية لتطوير الجيل الرابع من نموذج Llama.

ووفقًا لما نشره موقع “ذا إنفورميشن” فقد قامت ميتا بالتواصل مع عدد من شركات التكنولوجيا الكبرى وفي مقدمتها مايكروسوفت وأمازون، وطرحت عليهم عرضًا للمساهمة في تمويل المشروع مقابل امتيازات خاصة في عملية التطوير.

حوافز مرفوضة

عرضت ميتا حوافز تمثلت في إمكانية “التأثير في تطوير مزايا النماذج” وهو طرح فتح باب التساؤلات حول مدى استعداد الشركة للتنازل عن السيطرة مقابل التمويل، ومع ذلك لم يلق العرض ترحيبًا من الأطراف المعنية، واعتبرت بعض المصادر أن تقديم هذه الحوافز قد يعكس حاجة ميتا العاجلة لضخ موارد مالية جديدة في مشروعها المتقدم.

تنافس معقد

ترفض مايكروسوفت وأمازون أي مشاركة في مشاريع تطوير نماذج منافسة، لأنهما تستثمران بالفعل مليارات الدولارات في تطوير منصاتهما الخاصة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، ولذلك فإن تمويل مشروع ميتا لا يتماشى مع مصالحهما الإستراتيجية، ويُعد هذا الموقف مؤشرًا على حدة المنافسة في هذا القطاع ورفض الشركات الكبرى لأي تقاطع قد يمنح الخصم تفوقًا تقنيًا أو اقتصاديًا.

كلفة ضخمة

بات واضحًا أن تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي ليس مشروعًا بسيطًا بل عملية شديدة التعقيد تتطلب قدرات مالية وتقنية ضخمة، ولا تملك هذه القدرة سوى كيانات ذات قيمة سوقية مرتفعة جدًا مثل جوجل ومايكروسوفت وOpenAI، حتى شركة DeepSeek التي زعمت أنها دربت نموذج R1 بتكلفة محدودة اتضح لاحقًا أنها أنفقت ما يصل إلى مليار دولار، ما يضع نموذج Llama في دائرة الضغط المالي المستمر مع كل جيل جديد يتم تطويره.

إصرار داخلي

رغم فشلها في تأمين التمويل المشترك إلا أن ميتا تواصل استثماراتها الداخلية في هذا المجال، وقد أعلنت في وقت سابق إطلاق Llama 4 كمؤشر على التزامها بتوسيع نطاق مشاريع الذكاء الاصطناعي وتطوير تقنيات جديدة تواكب تطورات السوق، ووعدت بضخ المزيد من الموارد في المشروع حتى دون تلقي دعم خارجي، ما يعكس إصرارها على البقاء في قلب المنافسة رغم العزلة التمويلية.

استراتيجية متوترة

تظهر محاولات ميتا للحصول على تمويل خارجي كمؤشر على التوتر الاستثماري الذي تعيشه الشركة، خصوصًا في ظل التوسعات المتزامنة في تقنيات الواقع الافتراضي والميتافيرس، ما يفرض عليها توزيع الموارد بدقة بين المشاريع المتعددة، ومع تصاعد الضغوط من جانب الشركات المنافسة قد تجد ميتا نفسها أمام تحديات جديدة تتعلق بالاستدامة المالية لمسار تطوير الذكاء الاصطناعي.

search

أكثر الكلمات انتشاراً