أزمة كهرباء مفاجئة تُغرق جنوب أوروبا في الظلام وتشعل التكهنات

انقطاع واسع للكهرباء يضرب إسبانيا والبرتغال وأجزاءً من فرنسا
ياسين عبد العزيز
شهدت عدة دول في جنوب غرب أوروبا، وعلى رأسها إسبانيا والبرتغال، إضافة إلى أجزاء من فرنسا، انقطاعًا واسعًا ومفاجئًا في التيار الكهربائي، مما تسبب في شلل جزئي بالخدمات الحيوية، وترك ملايين المواطنين دون كهرباء أو إنترنت.
وامتد تأثير هذا الانقطاع إلى العواصم مدريد ولشبونة، وتسبب في اضطراب حركة الحياة اليومية، بينما عمّت الفوضى عددًا من المدن الكبرى مثل برشلونة، وإشبيلية، وفالنسيا، حيث توقفت إشارات المرور وتعطلت وسائل النقل، وأغلقت بعض المنشآت العامة أبوابها.
ارتباك حكومي
وأمام هذه الأزمة غير المسبوقة، لم تصدر السلطات في الدول المتضررة تفسيرًا قاطعًا، وظهر ذلك في تصريحات رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الذي أكد أنه لا توجد حتى الآن “معلومات حاسمة” بشأن أسباب انقطاع التيار.
وبينما لم تُستبعد فرضية أن تكون المشكلة ناتجة عن خلل تقني، فإن مصادر إعلامية وتقنية تحدثت عن احتمال أن يكون انقطاع الكهرباء ناتجًا عن هجوم سيبراني معقّد استهدف البنية التحتية للطاقة في المنطقة.
تفسيرات حرارية
وفي السياق ذاته، عزت شركة تشغيل الشبكة الكهربائية في البرتغال، في حديث لصحيفة ذا إندبندنت البريطانية، أسباب الانقطاع إلى “التغيرات الشديدة في درجات الحرارة”، وهو ما تسبب بتذبذبات غير معتادة في الجهد الكهربائي، وأدى إلى ما يُعرف فنيًا بـ"فشل التزامن" بين مكونات الشبكة.
وشرح البروفيسور تشينغ هونغ غو، المتخصص في شبكات الطاقة، أن هذه التذبذبات أحدثت تقلبات عنيفة في نظام النقل الكهربائي، مما أدى إلى فقدان الانسجام بين الأنظمة المترابطة في الشبكة الأوروبية، وهو ما فاقم من حدة الأزمة.
خلل أوروبي
وأشار البروفيسور غو في تصريح لصحيفة ذا تايمز إلى أن “ما حدث هو سلسلة اضطرابات متتالية ضمن شبكة مترابطة من أنظمة الطاقة في الاتحاد الأوروبي، ومع غياب التزامن بين هذه الأنظمة، يصبح من الصعب التحكم في مسارات التيار، وبالتالي نشهد انقطاعات متفرقة قد تمتد إلى دول مجاورة”.

ولفت إلى أن هذه الظاهرة ليست الأولى من نوعها، لكنها الأكثر حدة واتساعًا خلال السنوات الأخيرة، وخصوصًا في ظل تغيرات مناخية باتت تضغط على بنية الشبكات التقليدية.
استجابة متفاوتة
وأعلنت شركة "ريد إليكتريكا" الإسبانية أنها تمكنت من إعادة التيار الكهربائي تدريجيًا إلى بعض المناطق الشمالية من البلاد، وخصوصًا في إقليم كاتالونيا، بينما قالت الشركة البرتغالية إن عملية إعادة التشغيل الكامل قد تستغرق ما يصل إلى أسبوع، على الرغم من أن بعض التقديرات توقعت استعادة الكهرباء في غضون عشر ساعات.
شلل شامل
وأدى انقطاع الكهرباء إلى توقف شبه كلي في عمل المطارات الرئيسية، وإلغاء رحلات داخلية ودولية، كما تم تعليق فعاليات رياضية وثقافية بارزة، منها بطولة مدريد المفتوحة للتنس التي كان من المقرر أن تُقام في نفس اليوم.
وذكرت شركة السكك الحديدية الإسبانية "رينفي" أن عشرات القطارات توقفت بشكل مفاجئ، إما داخل المحطات أو على طول مساراتها، مما دفع الآلاف من المسافرين إلى البحث عن وسائل بديلة للعودة إلى منازلهم.
مخاوف متزايدة
وفي ظل تصاعد التكهنات حول مصدر الأزمة، طالب عدد من النواب الأوروبيين بفتح تحقيق شامل حول ما إذا كان الانقطاع مرتبطًا بتدخلات إلكترونية خارجية أو إهمال داخلي في صيانة الشبكات، وخصوصًا أن هذه الحادثة تأتي في توقيت يشهد فيه الاتحاد الأوروبي توترًا سياسيًا متصاعدًا وتحديات أمنية متزايدة.
أخبار ذات صلة
أحدث الموبايلات
-
Apple iPhone 13 Pro Max
-
Xiaomi Redmi Note 11
-
Samsung Galaxy A52s
-
OPPO Reno6 Pro 5G
-
realme GT2 Pro
-
vivo Y19
-
Honor 50 Pro
-
Huawei Nova 9
-
Nokia 8.3 5G
هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟
-
نعم
-
لا
-
غير مهتم
أكثر الكلمات انتشاراً