كيف يساعد الذكاء الاصطناعي في تحسين حياة كبار السن؟

مع التقدم السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح من الممكن الاستفادة من هذه التكنولوجيا المتطورة لتحسين حياة كبار السن، خاصة فيما يتعلق بتوفير بيئة آمنة ومستقلة لهم. 

وفي ظل رغبة الكثيرين منهم في الحفاظ على استقلالهم في سنواتهم الأخيرة، يعمل الذكاء الاصطناعي على تقديم حلول فعّالة وواقعية لتجاوز العديد من التحديات التي قد يواجهها كبار السن في حياتهم اليومية.

استقلالية أكبر لكبار السن

وفقًا لدراسات عديدة، يفضل 92% من كبار السن البقاء في منازلهم دون الحاجة إلى الانتقال إلى دور الرعاية أو المساعدة، لكن، بالطبع، تُصاحب هذه الاستقلالية بعض المخاوف بشأن الأمان، مثل السقوط أو حالات الطوارئ الصحية المفاجئة، من هنا، ظهرت حاجة ملحة لتطوير أنظمة تقنية تساعد على الحفاظ على استقلالية كبار السن وتوفير الأمان لهم في الوقت نفسه.

الذكاء الاصطناعي واكتشاف السقوط

من أكثر المشاكل التي يعاني منها كبار السن هي السقوط، الذي قد ينتج عن التعرّض لمواقف بسيطة مثل التزحلق أو التعثّر، تشير الإحصائيات إلى أن واحدة من كل خمس حالات سقوط تؤدي إلى إصابات خطيرة، ويُسجل سنويًا في الولايات المتحدة 32 ألف حالة وفاة بسبب السقوط بين كبار السن.

لذلك، كان لابد من تطوير أدوات تدعم الذكاء الاصطناعي لمراقبة حركة كبار السن والتعرف بدقة على حالات السقوط، تتضمن هذه الأدوات أجهزة قابلة للارتداء تعتمد على خوارزميات الذكاء الاصطناعي لاكتشاف السقوط الفعلي وتمييزه عن الحركات اليومية العادية. 

تستخدم هذه الأجهزة مستشعرات متطورة مثل الجيروسكوبات ومقاييس التسارع لجمع البيانات وتحليلها، وبفضل هذه التقنيات، يمكن تنبيه مقدمي الرعاية في حال وقوع حادث حقيقي.

علاوة على ذلك، هناك أنظمة استشعار غير قابلة للارتداء التي تعمل من خلال كاميرات أو أجهزة استشعار مثبّتة في الغرف، تعتمد هذه الأنظمة على خوارزميات الرؤية الحاسوبية التي تراقب حركة كبار السن وتكتشف حالات السقوط دون الحاجة إلى حمل أجهزة إضافية.

الرعاية الصحية عن بُعد

من بين التحديات الصحية الكبرى التي يواجهها كبار السن هي الأمراض المزمنة، حيث يعاني ما يقارب 95% من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا من مشكلة صحية مزمنة واحدة على الأقل، وهذا يجعل الحاجة إلى مراقبة مستمرة لصحتهم أمرًا بالغ الأهمية.

تساعد الأجهزة القابلة للارتداء التي تدعم الذكاء الاصطناعي في مراقبة المؤشرات الصحية لكبار السن عن بُعد، يمكن لهذه الأجهزة جمع معلومات عن معدل ضربات القلب، وضغط الدم، ومستويات السكر في الدم، وتحليلها بشكل لحظي. 

بعد ذلك، تُرسل هذه البيانات إلى مقدمي الرعاية الصحية، مما يمكّنهم من التنبؤ بأي مخاطر صحية محتملة والتدخل بسرعة في حالة حدوث أي طارئ.

تحقيق التوازن بين الأمان والاستقلالية

يوفر الذكاء الاصطناعي حلولًا مبتكرة تساعد كبار السن على الاستمتاع بحياة مستقلة وآمنة، من خلال مراقبة صحية دقيقة واكتشاف فوري لحالات السقوط أو الطوارئ الصحية، تُساعد هذه الأنظمة في تقليل الحاجة إلى تدخل بشري مستمر، مما يمنح كبار السن شعورًا أكبر بالاستقلالية.

إلى جانب ذلك، يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي أن تساهم في تحسين جودة حياتهم بشكل عام، على سبيل المثال، يمكن أن تساعد هذه الأنظمة في تحسين الراحة النفسية لكبار السن، حيث يعلمون أن هناك نظام مراقبة ذكي يضمن سلامتهم في حال حدوث أي طارئ.

إن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة أساسية لتحسين حياة كبار السن وتوفير الأمان لهم في بيئتهم المنزلية، من خلال تقنيات اكتشاف السقوط، والرعاية الصحية عن بُعد، يمكن لهذه الأنظمة الذكية أن تعزز الاستقلالية وتوفر الأمان في الوقت نفسه. 

إن التقدم المستمر في هذه التقنيات يشير إلى أن الذكاء الاصطناعي سيكون له دور محوري في تحسين نوعية حياة كبار السن في المستقبل.